18 ديسمبر، 2024 8:00 م

مما تناقلته الأجيال أن الحرامي في الريف عندما يريد السرقة , يأخذ معه عظاما ويرميها للكلاب لتتلهى بها ولا تقاومه , ولا تطلق نباحها فتوقظ أهل الدار , فيسرق على هواه , ويشكر الكلاب التي تلهت بالعظام.
هذا الأسلوب معمول به في المجتمعات المنهوبة , فالسراق يجتهدون بإبتكار الملهيات وإطلاقها , لينشغل بها الناس , وسراقهم على راحتهم ينهبون , ويصمّدون الأموال في ديار أسيادهم.
ولا يوجد نهب لثروات بلاد غير مؤزر من قوى طامعة بها , وهي التي ترسم برامج وآليات أخذها.
فأموال البلاد في مصارف دول متعددة , تستخدمها لتطوير إقتصادها وبناء مجتمعاتها , وما تحتاحه من الرعاية وأسباب السعادة والرفاه.
هذه الدول تيسّر نقل الملايين إليها , وتحت أسماء وهمية , ويتم الضحك على الدمى وخداعها بأنها تملك كذا مليون أو بليون , وهي لا تملك شيئا , فالذي يرقد عندها ملكها , وليس ملك أدعيائها , وستبتكر الأساليب اللازمة لمصادرتها , ولهذا فأن بعض المجتمعات الثرية تعاني من الفقر والحرمان والهوان , ويأكل أبناؤها من المزابل.
وعندما تسأل عن أموال ثروات البلاد , لن تجد جوابا , فالأمر بيد الأسياد الذين يمتصون دماء الشعوب ليكونوا , وليموت الناس في البلاد المنهوبة , فهم أرقام وذوي توصيفات تحلل محقهم.
وليبقى الناس يتلهون ببعضهم , وكل يوم هنالك لعبة , وإدعاء وخدعة يرتهنون بها.
وكلها “نايمة ورجليها بالشمس” , ودام الفساد وقهر العباد , واللطم مفتاح الفرج , والناس في هرج مرج , والغانمون يتمنطقون على المنابر كالوهج!!
د-صادق السامرائي