18 ديسمبر، 2024 6:49 م

الملائكة والشياطين

الملائكة والشياطين

قتلوا حريتنا، منعوا الفرح، ذبحونا لأننا نفرح، صفقوا لنا لأننا نبكي، الفرح والسعادة من الشيطان، والحزن والبكاء من الملائكة هكذا صوروا لنا الحياة، ممنوع الغناء من رجس الشيطان، البكاء حلال، وهكذا صوروا لنا الرب لا يدخل جنته إلا المتباكين. لماذا نرجم الزانية حتى الموت واغلب حكامنا زناة؟ لماذا نظهر رجولتنا امام امرأة ضعيفة ونكون جبناء امام حاكم ظالم وزاني بشعب كامل؟ لماذا هذه الصيغة من العنف؟ لماذا يعطي الرب الحرية للرجل ويمنعها عن المرأة؟ عجباً من فتاويهم بإهانة المرأة لكن يحثون اتباعهم للتمتع بها، جميعنا أتينا لهذا العالم من رحم النساء، جميعنا لنا الحرية في اعتناق ما نشاء والحرية بسماع ما يحلوا لنا من غناء وممارسة الحب وممارسة اللعب واللهو بحيث يدخل إلى قلبنا السرور.

الهجوم على حفل فنان للغناء بحجج الفسوق والانحراف بعيدة عن القيم العراقية ومنافي لدينهم حسب ادعائهم، علماً لا يعلمون ذيول إيران أنهم هُم الفاسقين والمتخلفين السالكين طريق الباطل، بحيث اصبحوا مداس للإيرانيين ينفذون اجنداتها وممارسة شعائر التخلف والجهل من البكاء واللطم والتمرغ في الطين ليحللوا ما يشتهون ويحرمون ما لا يرغبون، مثلما لكم حرية ممارسة شعائركم بجميع انواعها عليكم احترام شعائر الآخرين أيضاً بجميع انواعها، هُنا يعطينا وجهة نظر ان الحرية في العراق منتهكه ومقيدة وحسب مزاج ايران واتباعها أو بالمعنى الصحيح ذيولها .

بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين لكن لنسأل نفسنا لماذا هذه لغة العنف؟ والتحريض على القتل، لم يفتيها رجل فلسفة أو إنساني أو علماني أو ماركسي وغيره بل أفتاها رجل من الصحابة لنقل رجل دين ، لماذا يتدخل في شؤون المحاكم والقضاة للدعوة بالتبشير بالقتل؟ ولحد هذه اللحظة متعمقة هذه الفتاوي في عقلية الإنسان العربي، رغم العدالة في بلدي العراق عمياء وعرجاء، كم قاتل طليق؟ كم مقتول لا يُعرف من قاتلهِ؟ أجساد محروقة وأجساد أخرى مخضرمة في الدم، وأجساد معلقة من رقابها بلا ذنب ، وأجساد أخرى مفقودة ليس لها أثر، علينا نمحي التأريخ منذ 1400 سنة لنكتب تأريخ جديد مليء بالعدالة والسلام والتسامح، تأريخ ممزوج في الدماء والثارات لا يجب ان ينشر كثقافة ليقلد مساوئها أتباع ورعاع ليكونوا سيف على حرية الإنسان وذبح كرامته بلا رحمة.

ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم، لغة القتل والعنف واضحة مع التشجيع على اراقة الدماء وكأن الدين حرب وعنف، لماذا لا نستلهم لغة السلام والأمان ونتبعها ونبتعد عن كل لغات العنف؟ أيعقل إله الحب والسلام من مؤيدي العنف والقتل!! لكن السؤال هل رأيتم من يقرئ روايات الحب والرومانسية من محبي العنف؟ اكيد لا لكون عقله الباطن يستلهم الحب والعشق، ايضاً قراء الفلسفة الحديثة وقراء كتب الإنسانية نستلهم افكار ما تم قراءته وتطبيقها على ارض الواقع، لذا تطبيق كل شيء تعليم، حتى العنف لا يولد إلا من افكار قراءتهم ما تعلموه ويتم تطبيقه على ارض الواقع، والجاهلين الذين قليل الاستيعاب سوف ينفذون تعاليم الخطباء الناقلين لأفكار هذه الكتب ان كانت عنف او الا عنف، ستة وتسعين آية من قول الله تدعوا للعنف والقتل، ومئات إذا لم يكن الآلاف من قول بما يسمى الصحابة تدعوا للعنف وهدر دم الإنسان، هذه النتيجة عم العنف والقتل في اغلب الدول الإسلامية، قتل، اغتصاب، ارهاب، تمثيل بالجسد، نحن لا ننزه بعض الانتماءات لكن نكتب على الاغلبية، وانبثقت داعش وميليشيات بأسماء مختلفة وهذا بسبب كتب العنف بجميع اشكالها.