18 ديسمبر، 2024 9:46 م

المكتوب والمرغوب!!

المكتوب والمرغوب!!

ما تخطه الأقلام مذموم منكوب , لأن الكراسي لا تستمد قوتها من الشعب , فهي مُسيَّرة ومرهونة بالقوى المعززة لوجودها في السلطة.
منذ أكثر من عقدين والأقلام تكتب بجد وإجتهاد وبلا هوادة , وقد تناولت جميع المواضيع والمشكلات ووضعت الحلول الصالحات للحياة الحرة الكريمة , لكن الأحوال تتدهو من سيئ إلى أسوأ , والدولة تفقد هيبتها وقيمتها وتأثيرها في المجتمع , لتغلب قوى وعناصر غيرها عليها.
البعض يرى أن الصحف والمواقع ووسائل الإعلام بأسرها كسِلال المهملات!!
الكاتب خائب , ويمكن دحرجته في أوعية التوصيفات القاضية بمحقه , ولن يجد مَن يرفع صوته ضد قمع الحريات وتكميم أفواه الحق المسلوب!!
الكاتب لا يقدم ولا يؤخر ويجني على نفسه , ولا يفوز بشيئ إلا عندما يكون بوقا مرزوقا من الكراسي , وفي زمن الفئويات المتشظية صار لكل منها أبواقه الإعلامية وأقلامه الإرتزاقية , التي تنشر الضلال والتضليل وتعزز الكذب والتدجيل.
وبموجب تعدد الأقلام المرتزقة , إختلط حابلها بنابلها , وإنقلبت الموازين , وما عاد التفريق سهلا بين الحق والباطل , وبين النور والنار.
الصادقون يكتبون , والكاذبون يكتبون , والغلبة للمسوَقين المؤزرين بآيات الكراسي والدين.
الكاتب يترنح خائرا في شوارع المشردين , القابعين على هامش الحياة , يرونها من بعيد , ولا تراهم أو تعرفهم , لكنهم يتحركون كأنهم الديدان المهددة بالفناء , فالطيور تبحث عن طعام , والتراب يدفعها إلى السطح , لتكون وجبات جاهزة للأفواه الشرسة.
كأن الكلمات جمرات , والقلم يلفظ نارا , وفم الكاتب محشو بالصديد , ويحاول أن يتكلم بلسان القلم , وما إستطاع الإجابة على سؤال: لماذا يكتب؟!!
لكنه يكتب , فالجنون فنون!!
د-صادق السامرائي