23 ديسمبر، 2024 8:51 ص

المكتبي غازي البصري : الحضور الثقافي هدفنا الدائم

المكتبي غازي البصري : الحضور الثقافي هدفنا الدائم

حين وصلتُ البصرة مساء يوم (2014/10/21) مدعواً للمشاركة في مهرجان المربد في دورته الحادية عشرة، حرصتُ على إقامة علاقات جديدة مع وجوه من الوسط الثقافي والأدبي من العراقيين ومن غيرهم.وبخطٍ مواز لذلك، حرصتُ على تفعيل وتجديد علاقات قديمة، سيما وقد مضى عقد من الزمن لم أزر البصرة: مدينة ومحافظة. وحققتُ ما هو ضروري، وأنا راضٍ عن النتائج .

المكتبة الاهلية وضمن خط (تجديد العلاقات)، حرصتُ على زيارة (المكتبة الأهلية)، والإلتقاء بصاحبها المكتبي غازي فيصل الحمود، ونجله الشاب الصحفي مصطفى. ووراء هذا اللقاء جهود ينبغي الحديثُ عنها.فحينَ صدر كتابي الأخير(على ضفاف الكتابة والحياة)، حرصتُ على إيصاله لمكتبات البصرة. لذلك إتصلتُ بالصديق الشاعر البصري رافع بندر خضير، الذي آزرني بهاتف المكتبة الأهلية، وصاحبها غازي فيصل ونجله مصطفى. وهكذا كانت مجموعة مننسخ الكتاب تسبقني بالوصول الى البصرة ومن خلال تلك المكتبة.

الندوة التعريفية

وبإتصالي بالشاعر رافع تداولنا حول اقامة ندوة تعريفية بكتابي المذكور، وكان إتفاقنا على خطوات محددة لإقامة الندوة، في مقدمتها إرسال نسخ من الكتاب لتوزيعها على النقاد والمعنيين بالشأن الكتابي تمهيداً للندوة. وهكذا ضمت الإرسالية المعنونة الى المكتبة الأهلية عدداً من النسخ من كتاب(على ضفاف الكتابة والحياة)،لأغراض الأمسية التعربيفية، وحين جاءتني رسالة شكر من الشاعر البصري كاظم الحجاج، سررتُ لما قام بهِ الصديق الشاعر رافع بندر خضير، والمكتبي غازي فيصل الحمود . وهكذا كان: نسخ من الكتاب قد وصلت للمكتبة الأهلية، بعضها لأغراض التسويق من خلال المكتبة، والقسم الآخر لغرض الندوة التي خططنا لإقامتها (الشاعر رافع، وأنا). ووقت وصولي البصرة من بعد ظهر يوم الثلاثاء(2014/10/21)، توجهتُ نحو المكتبة الأهلية ومقرها في منطقة البصرة القديمة، حيث الجامع الكبير. وكانت هذه المنطقة، في السابق، المركز الثقافي والتجاري للبصرة. وبصعوبة ليست كبيرة، إهتديت لمكان المكتبة. وهكذا كنت وجهاً لوجه مع الصحفي الشاب البصري مصطفى غازي فيصل. كان برنامج عملهم أن يحضرا صباحاً للمكتبة، وفي الساعة الثانية ظهراً يغادر المكتبي غازي ليعود مساءً للمكتبة. بينما يقومك مصطفى بالذهاب فجراً لاستلام الصحف القادمة من بغداد.

مع المكتبي غازي الحمود

وأمام ترحيب لم أُفاجأ بهِ من البصري مصطفى، تجولتُ في المكتبة، وسررتُ لما حوته من

روائع الكتب، وبعضها نادر، وكذلك الصحف القديمة. بوضوح: المكتبة الأهلية في البصرة منجم ثقافي وثائقي. هكذا اراها، ونحنُ نتجول في المكتبة، فوجئتُ بدخول المكتبي غازي الحمود، ويبدو أن نجله مصطفى قد إتصل به هاتفياً وأعلمهُ بوجودي. وهكذا قطع الصديق المكتبي غازي استراحته المعتادة بعد الظهر وعاد للمكتبة. وانتظمت دائرة نقاش حول المكتبة مع المكتبي غازي ونجله مصطفى. ومنهُ علمتُ أن والده فيصل الحمود قد أسس المكتبة عام 1928. هُنا عادت بي الذاكرة الى عام 1975، يومها كنتُ بالبصرة في جولة متابعة لتوزيع الصحف والكتب العراقية.كان بصحبتي الكاتب علي العبادي، مدير التوزيع في الشركة الوطنية للنشر والتوزيع والإعلان. وقتها إلتقينا صاحب المكتبة الشخصية البصرية المعروفة فيصل الحمود. كان غازي شاباً يعمل بمعية والده. وحين إنتقل والده الى جوار ربه، تولى المسؤولية، وفي سنوات لاحقة إنضمّ إليه نجله مصطفى.

زيارة أُخرى مع الباحث عبد الهادي الزعر

تلك كانت زيارتي الأولى للمكتبة البصرية العريقة. ولم أتوقف عندها. إذ أردفتهُا بزيارة ثانية، وكنتُ بصحبة الكاتب الهنداوي عبد الهادي الزعر. ومع الصحفي والمكتبي مصطفى غازي فيصل، أكملنا نقاشنا حول العمل المكتبي بالبصرة عامة، وفي المكتبة الأهلية خاصة، ذكر مصطفى أن هذا العمل يواجه صعوبات جمة، وعائده المالي شحيح جداً. يُضيف صاحب المكتبة قائلاً: تصوروا أن مكتبتنا مضى على تأسيسها (86) عاماً. ورغم هذه العقود التسعة من الزمان، فإن مردودها لم يستطع أن يوفر لها مبنى، ولا زالت تشغل المبنى بالإيجار. تشعب الحديث المؤلم وتنوع. لكن المكتبي غازي فيصل الحمود يصر على القول: إن الحضور الثقافي هو الهدف الدائم له شخصياً ولمكتبته العريقة، ولعائلته المكتبية بدءًا من والده الراحـــــل وليس إنتهاءً بنجله الصحفي الشاب مصطفى