تتواتر الانباء عن مقاومة الموصليين لسيطرة داعش مع اقتراب انطلاق عمليات محافظة نينوى واستكمال الاستعداد ، المقاومة نوعية ووجهت ضربات موجعة الى الارهابيين وقفت مضاجعهم وبدأوا يحسبون حسابها .
المقاومة ليست وليدة اليوم وانما كانت بين الحين والآخر تتسرب الاخبار من العمليات البطولية والفعاليات والنشاطات، ويمكن الاستدلال عليها عن سعة الاعدامات والجرائم التي اقترفها داعش ضد السكان.
ويؤكد وزير الدفاع السابق خالد العبيدي اهمية هذه المقاومة وقدرتها على القيام بعمليات تعرضية ويصفها بانها مقاومة ايجابية ومؤثرة، وان هناك صلات منتظمة مع المقاومين الذين سيكون لهم دور نوعي في سير المعارك.
طبعاً هذه المقاومة متنوعة ومتعدد الاشكال من الارتقاء بالحالة النفسية وتهيئة الناس للاسهام بالمعركة مروراً بالامتناع عن تنفيذ قرارات الارهابيين الى العمليات العسكرية التي رصدتها حتى قوات التحالف الدولي.
هذه المقاومة تغيير من النظرة السلبية التي تكونت عن المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش الارهابي بل ترفع من معنويات القوات المتجهة الى تحرير الموصل وتخوض المعارك من اجلهم.
من المؤكد ان هذه النشاطات ستزداد وتكبر وتتسع وتكون اكثر تأثيراً، وتصل الى اسماع ابناء شعبنا وتخترق جدران الصمت التي بنيت حولها.
في الحقيقة الناس تلقفوا اخبار المقاومة في الموصل ويبحثون عن أي مصدر ويتداولونها ويشعرون باهميتها ويخشون عليها من بطش داعش لتحركها قبل ان يصلها الدعم واقتراب القوات العسكرية منها.
الناس فرحون بما يجترح ابناء الموصل من بطولات في مقاومة هذا العدو المتصف بالوحشية والخسة وعدم التورع عن ارتكاب أي جريمة بشعة.
الان ،لابد عندما نعدد القوات المشاركة في المعركة ونشير اليها بمسمياتها نضيف لها المقاومة ، لانها رافد مهم ليس بشهادة المتعاطفين ، وانما القادة العسكريين المحترفين الذين يعطونها اهمية مؤثرة..
نعتقد ان على الحكومة الاتحادية الاعتماد على هذه المقاومة في ضبط الامن بالمدينة بعد تحريرها فهم الاكثر خبرة ودراية بها ولم يخرجوا منها، ويعرفون ناسها حق المعرفة الى جانب انهم رصدوا ” الدواعش” خلال سنتي الاحتلال .
انحياز هؤلاء الابطال الى الجانب الحكومي وتنسيقهم مع القوات العسكرية يردع المزايدين ومن يحاولون ان يقسموا اهل الموصل بحسب ولاءاتهم الفرعية او الذين جاءوا من وراء الحدود بدعوى الدفاع عنهم مستغلين الظروف الراهنة ، وهم لم يقدموا لهم شيئاً في الاوقات الحرجة.
ان هذه المقاومة والناس الذين رزحوا تحت حكم ” الدواعش” ستكون لهم كلمة بعد التحرير لابد من احترامها والركون اليها في تقرير شكل ارتباطهم وطبيعة ادارتهم لانفسهم.