الموصل مثل اي مدينة عراقية اخرى عرفت الاحتلال والسبي والاغتصاب وربما لن يكون داعش اخر المحتلين لها وانما هو حلقة في سلسلة دخول المحتلين وخروجهم منها وقد يكون احتلال داعش سيرسخ في الذاكرة اكثر من احتلال ومحاصرة نادر شاه , لكن من هو المحتل الذي ستعقب حوافر خيله على الموصل حوافر خيل داعش ؟ وماهو اسلوب الغزو القادم ؟ لست بحاجة للعودة الى تاريخنا البغيض مع الاحتلالات لكن كانت اخر مساومات بين الانكليز والاتراك على الموصل بعد سقوط السلطنة العثمانية يوم كانت قوات الاحتلال الانكليزية تساوم الحكومة العراقية على تنازلات كبيرة او الموافقة بضم الموصل الى تركيا في نفس الوقت الذي تساوم تركيا على عدم شرعية ضم لواء الاسكندرونة السوري وغيره من الاراضي السورية ونجحت في الحصول على ما ارادت من الحكومة العراقية واجبرت ( عدنان مندريس ) .
الذي اعدم فيما بعد بسبب موافقته على التخلي عن الموصل . الموصل اليوم تنتزع من مخالب داعش مثل متردية او ماكسر السبع من وجة نظر العراق وفيها روح ويمكن ان تتعافى لكن من وجهة نظر تركيا اردوغان وكردستان مسعود يجب تذكيتها قبل ان تفطس لذا يتصاعد الصراع مع كل خطوة يقترب فيها المحررون من قلب المدينة صراع سافر مكشوف بين الاطراف العراق ومن معه يرمي بكل ثقله من اجل اعادتها لحضيرة الوطن والاكراد يريدون اغلب اشلاؤها الشرقية والشمالية ليلحقوها باقليمهم في حين يسعى اردوغان لابتلاعها حتى حمام العليل ومن المؤكد ان لتركيا اعوان من داخل العراق ولمسعود انصار في مسعاه وللعراق خونة على استعداد للذهاب ابعد مما ذهب ابو رغال لكن هناك صراع خفي بين ترك واعوان اردوغان من جهة وبين كرد مسعود وانصاره من جهة اخرى يتمحور هذا الصراع حول تقسيم الموصل بعد رحيل داعش وشتان بين المتصارعين اذ يتصور مسعود ان مجرد انتهاء معركة الموصل وحصوله على الغنيمة منها ينتهي الامر ويستقر به الحال لكن فاته ان اردوغان اوسع حيلة واكثر ذكاء وقدرة على ادارة الصراع منه وابعد اهدافا وغايات واكثر ادوات .
واردوغان قسم معركة استيلائه على الموصل وقضمها الى مراحل الاولى منها يكون لاعبا مع الاخرين يرى ويشارك ويعمل على ترجيح قدرة البرزاني على الحكومة العراقية حتى يتمكن الاقليم من الحصول على مساحات شاسعة من الموصل ليتمدد مسعود وتضعف الحكومة العراقية وتمدد مسعود في حسابات اردوغان ضعف ايضا اذ يصعب عليه حماية هذه المناطق مستقبلا وفي المرحلة الثانية يقلب الطاولة على الحكومة العراقية بمساعدة مسعود واخراجها من الموصل نهائيا ثم تبدأ مرحلته الثالثة باللعب مع الاقليم منفردا ويصبح حليف الامس غريم اليوم ويصبحا وجها لوجه وكل منهما يظن ان امريكا تقف خلفه وتدعمه بكل قدراتها وهم واهمين ليبدأ صراع غير متكافيء بين مسعود واردوغان وتبدأ معركة كسر عظم بين حلمين متناقضين حلم اقامة دولة موحدة للكرد بطلها مسعود وحلم اردوغان بالقضاء على كل صوت كردي يطالب بدولة وربما تلتزم امريكا الحياد او موقف المتفرج من حدث تراه داخليا وقد تتوقف سرف دبابات اردوغان في كركوك طلبا لاستراحة مقاتل .