الغَرض : الهدف والقصد.
أقرأ مقالات بلغات أجنبية لكتاب ومحللين سياسيين متخصصين بشؤون المنطقة وخصوصا العراق , وفيها الكثير من اللاصدق والنوايا الخفية , فتراهم يتحدثون عن المجتمع العراقي وكأنه الوحيد في الدنيا الذي فيه أطياف وتنوعات!!
وهؤلاء الكتاب من دول لو أخذت محلة واحدة من أية مدينة منها لوجدت أن ساكنيها من جميع البشر في الأرض , بكل أشكاله ولغاته وعاداته وتقاليده ومعتقداته فتتعجب مما يذهبون إليه!!
بعضهم يرى أن العراق عليه أن يكون ألف بضعة وبضعة , وأنه لا وجود له إطلاقا , وإنما مولود من رحم إتفاقية (سايكس- بيكو) وحسب , وآخرون يجتهدون في توفير أسباب التناحر والحروب الأبدية بين ابنائه , ويجزمون بالقطع أن لا عيش مشترك على أرضه!!
والكثيرون منهم يجعلون من الدين الإسلامي دينا تستحيل معه الحياة المعاصرة , ويضربون الأمثلة على ما يجري في العراق من بشائع السلوك الموشحة بالدين.
وآخرون يلقون باللائمة على مَن يعمل وفقا لتوجيهاتهم وأجنداتهم ومساندتهم , وكلهم في تسابق لتوفير الأسباب اللازمة لسرقة النفط وأخذه بأسعار بخسة , والإمعان بالضحك على جميع الأطراف , والإستثمار بسذاجتهم وأميتهم التأريخية والديمقراطية.
وتجد بالمقابل كتابات من أهل البلاد تتناغم مع هذه المقالات , الموجهة توجيها نفسيا وسلوكيا وفكريا دقيقا , لتحقيق مصالحها وتطلعاتها وأهدافها البعيدة المدى.
ويحسب الذين يكتبون باللغة العربية أنهم كتابا أفذاذا , بالتماهي مع هذه المقالات المكتوبة بأقلام أجنبية معروفة ومؤثرة في القارئ , لأنها قد إكتسبت بريقا يساهم في قيادتها لآليات بناء الرأي!!
وبسبب ما ينشرونه فأن الساحة العامة قد أصابها الغثيان والتشويش وعدم وضوح الرؤية , مما إنعكس على السلوك العام والسياسي وأدى إلى تداعيات مؤلمة.
فالأقلام التي لا تضع البلاد والعباد أمام أعينها ولا تفكر بمصالحها , فأنها تشارك الكتابات المغرضة الهادفة لتحقيق أعلى درجات الهزيمة والإنهيار الحضاري , لكي تتمكن من إفتراس البلاد وحرمان العباد من الحياة!!
فهل سترعوي أقلامنا؟!!
وهل سنكتب بمداد الفضيلة والغيرة الوطنية العروبية الإسلامية الإنسانية , أم سنبقى أينما تميل الريح نميل , وهذا يعني المساهمة بمسيرة إنتحارية شاملة؟!!