23 ديسمبر، 2024 5:22 ص

نشرت دائرة مدينة الطب لوحات ارشادية إيضاحية للكبار، تشير للإستدلال عيادة كبار السن، وتعني أهمية مراعاتهم وإعطائهم الأسبقة والأهتمام الخاص وطبيعة عناية يحتاجوها.
التعليمات من وصايا وزارية لتهيئة أجواء خاصة تليق بعمرهم وما قدموا لبلدهم، وتلبية لحاجة أمراض خاصة.
الكبار من أكثر الشرائح حاجة للعناية وتوفير وسائل، تناسب مقدرتهم على الحركة والتنقل، وأجسادهم في مرحلة هدم تراكمت عليهم أمراض منها بفعلهم وآخرى خارج طاقتهم، أو عدوى من ملامسة المُصابين، ومنهم من لا يستطيع مقاومة الضغط والسكر وتراكم الدهون او هشاشة العظم.
يُهاجم الإنسان عادة بالأمراض دون مقدمات تنبيهية، وفي أحيان كثيرة هو من مسببات وجودها، ومن الأمراض لأسباب نفسية، وآخر من طبيعة ممارسات كالجهد الزائد لعمل إجباري للعيش أو حرص على تنامي المال، فيصاب من طرفي الإجهاد والنفسية المرضية، ومن الأمراض الإنتقالية والعدوى، أو جراء فعل الإنسان كالحوادث، او طبيعة الممارسة الحياتية كالشراهة بالطعام والتدخين والكحول والسهر او سوء التغذية وكثرة النوم، وتصبح علاقة الكبار مرتبطة بالمعالج، ومنهم من يأتي لوحده دون مرافقة أبناء وأصدقاء؛ لسوء علاقته بهم او سوءهم إليه، والنتيجة هو المسؤول الأول عن تراجع العلاقة؛ لسوء تربيته او أداءه الحياتي.
تُنشر علامات الإيضاح في الممرات والسلالم والمصاعد وأماكن الإستراحة بعبارة ” الأسبقية للكبار”، وفي أماكن الجلوس “المقاعد للكبار”، فيما وضعت مساند حديد على جانب الحائط المؤدي الى ممر عيادتهم، وأخذت التوجهات أثر لدى بقية المراجعين، وصاروا يعطون الأولوية لهم بالجلوس والمصاعد وعند إستلام العلاج.
إن النظر للكبار يعطينا درساً وتوقعات الشخص لمستقبله، ومن هؤولاء من كان عزيز فذل، او غني فإفتقر، وجبروت فضعف، او لديه مجموعة ابناء وأصدقاء وحاشية فتركوه، ومنهم مَنْ مُنعت عليه لذائذ الطعام او فقد عضو مهم من جسد، وفارق أصحاب الضحكات والقهقهات، وفرضت عليه صداقة من لا يتحدثون سوى عن الآلام والآهات والندم، وعن قصص وبطولات بعضها غير واقعي.
فرضت الحاجة الواقعية إصدار التعليمات، ونفس الواقعية فرضت على الكبار السير بهدوء والإستراحة والجلوس بين مسافة وآخرى.
تستأنس عندما تجلس مع بعض الكبار، وتستفيدك خبرتهم وعقلهم وتجاربهم، وعاقلهم من يشرح لك مقومات نجاحه وأسباب فشله أن كان، وتتألم على هكذا شخصيات وما حَلَ بهم، فيما ترى آخرى أن لم تك شامتاَ به ستقول من جراء أعماله، وبالنتيجة كبير من يحترم الكبار وسيحترم عند الكِبر، ولكن أخطر ما يمر على الكبار، مراهقة في شيخوخة وتصابي في عجز أهم الفعاليات، وتمسك بالحياة مع فقدان السيطرة اللارادية والمشي او الكلام المفهوم، ومن الكبار من خدموا بلدهم ولابد من خدمتهم وإجلاسهم بإحترام، ويشبه لي في بعض كبار السياسة عمراً، يتمنى أن يكون كالرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بخمسة ولايات، ورغم نزوله من العرش الى عربة المقعدين، لم يشعر أن الحاجة بدفعه الى الأمام بيد أحد الشباب، أذن حان الوقت أن نقول أن المقاعد للكبار، وليجلسوا ويحدثونا عن تجربتهم وأسباب فشل معظمهم في إدارة الدولة، ولا نعني بذلك أن كلهم كان يقصد الإساءة، لكن حفظ الكرامة في الشيخوخة، يعطينا درساً أن الخواتم سبقتها مقدمات صادقة.