المقابر الجماعية!!

المقابر الجماعية!!

في الدول الفاشلة المنحطة ينتشر مصطلح “المقابر الجماعية” , ولن تجده في دول الدنيا الأخرى إلا فيما ندر.
فهل توجد مقابر جماعية في الصين واليابان وكوريا الشمالية والدول الغربية وأمريكا؟
الدول المعاصرة تخلو من هذه الجريمة المروعة , لكنها منتشرة في الدول المذبوحة بمعتقداتها المتنوعة , وبأنظمتها الفردية والعائلية والحزبية.
ما أن يسقط نظام حكم فيها , حتى تنكشف المقابر الجماعية , والسجون الرهيبة العجيبة في أساليب تعذيبها للمساجين.
ترى لماذا هذه النزعة الإجرامية عند الحكام المتسلطين؟
يبدو أن الذين يقومون بهذه الأفعال الخسيسة لا ينتمون للشعب , ولا يستمدون قوتهم منه , بل أنهم تحت رعاية وحماية قوى خارجية تديم بقاءهم في السلطة لتأمين مصالحها إلى حين.
وتلعب روح الإنتقام الشرسة دورها في الإبادات الجماعية والتطهير العرقي , والقتل الجماعي الذي يستوجب رمي الجثامين العديدة في حفرة واحدة , وربما بواسطة الجرافات التي تحفر لهم وتدفنهم.
كما أن فقدان قيمة الإنسان , وتحويله إلى رقم أو شيئ مهان , وجوده يعادي سطوة الحكم ويرفض التسلط والإمتهان , له دوره في تسويغ الفتك به ورميه في حفر النسيان.
ولغياب دور القانون , وحقوق الإنسان , فالكرسي فوق القانون , ويسخره للحفاظ على سلامة قوائمه , وهيبته وإحاطته بهالة الخوف والتعالي فوق البلاد والعباد.
ويبدو أن وهم الإقتران بإرادة علوية وتنفيذ لأوامرها , وإعتبار مَن يعارض أو عنده رأي من الفاسدين المارقين الذين يجب أن ينزل فيهم عقاب الرب الشديد.
ما تقدم وغيره يساهم في ممارسات عدوانية على البشر , ويدفع بالكراسي إلى سلوكيات المحق والإعدامات السريعة , والقتل المشاع بالجملة والمفرد , فما أكثر الإعدامات في دول الفشل والإنحطاط , التي يوقع حكامها كل يوم عشرات الأوامر بتنفيذ أحكام الإعدام , وبعضهم يوقع على المئات في يوم واحد.
فأين العدل والرحمة والقانون؟!!
د-صادق السامرائي