23 ديسمبر، 2024 3:14 ص

المفاوضات الامريكية والكورية الشمالية بين الافتراضات والواقع الحقيقي

المفاوضات الامريكية والكورية الشمالية بين الافتراضات والواقع الحقيقي

في الاشهر الاخيرة شهدت العلاقات الامريكية والكورية الشمالية، تحسنا ملحوظا على الرغم من بقاء العقوبات الاقتصادية الامريكية على الاخيرة، وتوقف الاخيرة او امتناع الاخيرة عن القيام باي تجربة في الحقلين النووي والصاروخي باستثناء تجربتين على الصواريخ متوسطة المدى، اجرتها كوريا الشمالية بعد فشل قمة الزعمين الاخيرة، الامريكي والكوري الشمالي. قبل يوم من الان التقى الرئيسان الكوري الشمالي والامريكي في المنطقة منزوعة السلاح بين الكوريتين، لقاء استمر لفترة قصيرة. ترامب اشاد بالرئيس الكوري الشمالي ووصف علاقته معه بالصداقة العظيمة او الصديق العظيم، وان العلاقات الامريكية والكورية الشمالية؛ هي بداية جيدة للعلاقات بين دول العالم، مبينا، لقد اتفقنا على تشكيل لجان لبحث المسائل المعلقة بين الطرفين والتهيئة للقمة القادمة بين الزعيمين لبحث الملف النووي والصاروخي الكوري الشمالي مع بقاء العقوبات الامريكية على كوريا الشمالية والكلام هنا لترامب. في الفترة المحصورة بين لقاء القمة بين الزعيمين في هانوي وهذه الاخيرة، قبل يوم من الان؛ كانت هناك زيارات ولقاءات على مستوى الزعماء بين كوريا الشمالية وروسيا والصين وقد تم البحث، بالاضافة الى العلاقات البينية بين الدول الثلاث، الملف النووي والصاروخي لكوريا الشمالية. ان الزعيم الكوري الشمالي وعلى الرغم من العقوبات القاسية على بلاده، يمارس وعلى ما يظهر ويبدوا من خلال المعطيات الواقعية والموضوعية؛ لعبة المفاوضات بطريقة تثير الانتباه والاعجاب لجهة اللعب بالوقت وحشد التاييد الروسي والصيني لموقف بلاده من الصراع مع الولايات الامريكية وبالذات الموقف الصيني وهي الحليف الايدولوجي لبلاده. فمن جهة لم يبادر او لم يعطِ اي تعهد بالتخلص من الترسانة النووية والصاروخية او التوقف عن الانتاج في الحقلين وهذه الاخيرة، لايمكن لأمريكا التحقق منها، فهي تجري تحت الارض وفي اماكن سرية في بلد مغلق تماما امام المجسات البشرية او تقنيات التجسس الامريكية الحديثة، اي لم يبع لخصمه، سوى الكلام ولا شيء غير الكلام الذي ليس فيه اي توثيق اي اتفاق مكتوب بين الطرفين، ومن الجهة الثانية اوقف اجراء اي تجارب نووية او صا روخية جديدة. هذه التجارب باتت كوريا الشمالية لا تحتاج اليها باي شكل كان، فهي كانت وفي وقت سابق قد اجرت تجارب كثيرة في الحقلين النووي والصاروخي بما فيه الكفاية وبما يغطي جميع ما تحتاجه لمعرفة نجاعة او نجاح ومطابقة وفاعلية انتاجها للقنابل النووية بمختلف قوتها التدميرية او الصواريخ بمختلف مدياتها. وفي هذا الاطار، من يمنع كوريا الشمالية في انتاج قنابل نووية جديدة وصواريخ جديدة بصورة سرية، لزيادة ترسانتها من تلك القنابل والصواريخ، خصوصا وانها لاتثق بالجانب الامريكي باي صورة كانت وهي ترى الكذب والخداع الامريكي في طول االعالم وعرضه، وكيف تتخلى الولايات المتحدة، حين تريد ويحين الحين الذي ترى انه ضوروة ومهمة لمدخل جديد لخطة امريكية جديدة، ترى الولايات المتحدة، ان الظرف الاقليمي والدولي بالاضافة الى انها بلعبة الاتفاق بينها وبين ندها، تمكنت من تجريده، من عناصر قوته، لذا، حين يكون الخصم ضعيفا بما فيه الكفاية، ويصبح واقعه ناضجا ومناسبا، لهذه الخطة؛ تنسحب او تلغي جميع تعهداتها بيسر وسهولة من غير اعارة اي اهتمام للجانب القانوني والاخلاقي. الكوريون الشماليون يدركون ذلك بصورة جيدة، لذا فانهم وباحتمال وارد، ربما وهذه الربما حظها في الوجود على ارض الواقع، كبير جدا؛ يعملون على زيادة ترسانتهم بصورة خفية، من القنابل النووية والصواريخ بمختلف مدياتها. من هذا المفتاح نرى ان المفاوضات الامريكية والكورية الشمالية، سوف تستمر الى وقت غير ربما ليس طويلا، لكنه لايتوقف او يفشل او ينتهي بفشل قبل الانتخابات الامريكية، وفي ذات الوقت مفتوح على مختلف النهايات او التنبؤات. من بين اهم هذه التنبؤات؛ ان الكوريين سوف وباحتمال قوي جدا، لايرضخون او يذعنون في نهاية المطاف الى الطلب الامريكي في الذي يخص تخصلهم من ترسانتهم النووية والصاروخية، بل على العكس تماما ربما يفاجئون الولايات المتحدة بوضع اكثر قوة وتمكن لجهة حيازتهم بالشكل الكافي على عوامل الردع الاسترتيجي، في ظل عالم يتغير بسرعة مذهلة وصاروخية نحو عالم تتوازن فيه القوى الدولية العظمى، المحور الصيني والروسي من جهة ومن الجهة الثانية الولايات المتحدة. في ظل هذا التحول المفترض في القادم من الزمن، الزمن القصير، نعتقد في نهاية المطاف، بان الامريكيين سوف يرضخون ويقبلون بكوريا الشمالية النووية،على وفق مقتضيات ومقاربات الواقع العالمي الجديد برؤيات وخطط جديدة لاتخلوا من عناصر او الادوار المخباراتية والتامرية كما كان ديدنهم في الحرب الباردة، بل ان هذه الادوار سوف تكون عندها، العمود الفقري لتلك الرؤيات والخطط الجديدة.