23 ديسمبر، 2024 5:17 ص

المفاوضات الاستنزافية

المفاوضات الاستنزافية

منذ أعوام طويلة تواصل الدول الغربية مفاوضاتها مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بخصوص البرنامج النووي، وهي مفاوضات أثبتت مجرياتها بحسب المعلومات المستفيضة بشأنها بأن النظام الايراني دأب خلال هذه المفاوضات على إلتزام نهج يتسم بالتمويه والخداع واللف والدوران والسعي لطرح أمور ومطالب خارج نطاق المفاوضات، حتى باتت العديد من الاوساط الختصة المتابعة لهذه المفاوضات بأن تحذر من عواقب إطالة أمد المفاوضات لأن إيران تهدف من ورائها الى تطوير برنامجها النووي وحيازة السلاح النووي.
محادثات فيينا الجارية من عام وستة أشهر، من دون أن تفضي الى نتيجة بل وإنها وبين کل فترة وأخرى تقود من مفترق الى آخر، لکن الامر الذي من المهم ملاحظته وأخذه بنظر الاعتبار هو إن النظام الايراني وبعد أن بات تحت الانظار وصار العالم يعرف بأنه سبب ومکمن الخلل والتقصير في هذه المحادثات، فإنه صار يقلد الغرب في مواقفه ويوجه لهم تهم وتحذيرات سبق وإن تم توجيهها له، ذلك إنه وعلى سبيل المثال وبعد أن إزدادت التهم الموجهة للنظام الايراني بإطالة أمد المفاوضات من خلال تعنته وطرح مطالب وأمور خارج إختصاص المفاوضات، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، الولايات المتحدة، اليوم الاثنين، “بالمماطلة” في محادثات إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
کنعاني الذي أشار الى أن”التسويف الأميركي والصمت الأوروبي وضغوط المتطرفين جعل المفاوضات استنزافية” مضيفا بأن:” إيران متمسكة بثوابتها وجادة، وطالما رحبت بمسار المفاوضات وأكدت رغبتها في إحياء الاتفاق، من دون أن تحيد عن خطوطها الحمراء.. لن نقبل بالمفاوضات الاستنزافية”، وإن الجملة الاخيرة من هذا التصريح أي”لن نقبل بالمفاوضات الاستنزافية”، تبدو واضحة بأنها تسعى لإتهام الطرف الآخر بما هي قد دأبت عليه بإستمرار، لابل إن النظام الايراني لم يسعى الى تقليد الغرب کالببغاء بهذا الصدد فقط بل حتى في حال إنهيار المفاوضات وعدم خروجها بنتيجة، إذ أکد کنعاني بهذا الصدد أنه:” إذا ردت الولايات المتحدة على اقتراح إيران بشكل سلبي، فستمضي طهران قدما في خطتها البديلة وإستطرد وهو يوضح الخطة البديلة: “خطتنا البديلة هي مواصلة سياستنا الخارجية الحالية بتصميم جاد، بغض النظر عن محادثات إحياء الاتفاق النووي”!
السياسة الخارجية للنظام الايراني وکما أثبتت طوال أکثر من 4 عقود، هي سياسة تقوم على نهج يعتمد على تصدير التطرف والارهاب والسعي للإصطياد في المياه العکرة، وحتى إن مافعله بالنسبة لبلدان المنطقة ومايفعله في الحرب الدائرة في أوکرانيا يٶکد ويثبت الوجه الحقيقي للسياسة المشبوهة لهذا النظام.