23 ديسمبر، 2024 12:33 م

المعنى الحقيقي للفوز

المعنى الحقيقي للفوز

الحجم الكبير الذي خصصه الإعلام العراقي لتغريم النائب (محمود الحسن) خمسين مليوناً من الدنانير العراقية من قبل المفوضية المستلقة العليا للانتخابات- بعد الفضيحة المعروفة التي انتشرت بين الناس بالصوت والصورة- أثارت الانتباه حقاً ..!!
ما معنى نشر الخبر في الصفحة الاولى من قبل بعض الصحف العراقية الكبرى ؟!
انها تداعيات مرعبة كلّفت صاحبها ثمناً باهظا للغاية .
وستظل القضية تُلاحق أولاده وأحفاده ، لان ذاكرة العراقيين قوية لن يتسرب اليها النسيان ..!!
ويفترض في القاضي ان يكون من أكثر الناس استحضاراً للقوانين، وأشدهم حرصاً على مراعاتها، والالتزام بمنطوقها ، فكيف انقلب الأمر وصار (القاضي) من أكبر المخترقين للقانون ؟!!
ان الفوز الحقيقي ، يعني تدفق أصوات الناخبين طبقاً لما يحتله المرشح في نفوسهم من مكانة وثقة ، ولا يعني منحهم إياه أصواتهم بالتهديد والوعيد، كما انه لايعني منحهم أصواتهم أياه بتسليمهم قطع الأراضي التي هي ملك الدولة ..!!
ان هذا لايُعدّ فوزاً لا بالمعيار القانوني ، ولا بالمعيار السياسي، ولا بالمعيار الاجتماعي، ولا بالمعيار الأخلاقي .
انه يعني الابتزاز الذميم ، والانتهاك الكبير لكرامة المواطنين وحقوقهم وحرياتهم …
ان الامام علي بن ابي طالب (ع) نادى لحظة استشهاده :
(فزتُ ورب الكعبة)
ذلك أنه لم يحد عن مبادئه قيد أنملة ، ومن أجلها استُهدف .
ولو كان قد عاش من أجل مصالح ومكاسب معيّنة لكان الرحيل عن هذه الدنيا سيشكّل الخسارة الكبرى .
بالترغيب والترهيب قد يفوز هذا أو ذاك ، ولكنه ليس فوزاً حقيقياً .
ان المال السياسي المدفوع للناخبين لايعني الا شيئاً واحداً، وهو ان اصوات هؤلاء الناخبين انما ذهبت ثمناً لما قبضوه من أموال، وليست لمن دفع اليهم الأموال …
وان من انتُخب تحت وطأة الترهيب من تركه التصويت لصالح مرشح معيّن، أو قائمة معينة، لايعتبر نفسه الاّ مطعونا جريحاً، قد أجهز عليه المتنفذون البعيدون عن صيانة كرامته وحرمته وبالتالي فهم لايحظون بثقته على الاطلاق وهذه خسارة وليست فوزاً ..
ان هذه ” الفضيحة ” تُوجب براءة القائمة منه ، ومن أفعاله …
ذلك أنها تشير الى الطرق غير الشرعية التي استخدمت لكسب أصوات الناخبين .
وهذه الفعلة النكراء ليست بغريبة على مَنْ أضاف الى القرآن آية ليست منه..!!
انه نسب الى الله تعالى قوله { العدل أساس الملك } ….
مما أثار الاستغراب والدهشة ..!!
وأخيراً :
فان المفوضية المستقلة العليا للانتخابات عاقبت غيره – ممن لم يقترف ما اقترف – بالاستبعاد، وبغرامة مماثلة ، الأمر الذي يجعلنا نتساءل :
لماذا كالت بمكيالين ؟
ولماذا تساهلت مع (محمود الحسن) الى الحّد الذي عرّضها الى ما كان يجب ان تصون نفسها عنه …!!!

[email protected]
www.almnbeir.com