22 نوفمبر، 2024 2:24 م
Search
Close this search box.

المعطيات الإيجابية لانتفاضة البصرة

المعطيات الإيجابية لانتفاضة البصرة

رغم المآخذ والطعون والانتقادات التي جوبهت بها وواجهتها انتفاضة البصرة سواء من الاحزاب والقيادات السياسية ومن اعلامها المظلل المأجور في محاولة الدفاع عن مراكزها وهيلمانها وتسلطها لأنها كانت المستهدف الاول الذي وجهت اليه نصال الانتفاضة فكانت ضرباتها موجعه لهم بالعمق ,

او من النفعين والمصلحين المستميتين في الذود عن مصالحهم وكياناتهم وابعاد كل ما هو خطر يحاول المساس والاقتراب منها ,

وايضا من المتحفظين الخانعين الذين فظلوا السكون والسكوت والقبول بالأمر الواقع طيلة هذه السنين من عمر التحرير من ربقة النظام السابق والى الان حتى وان هدرت كرامتهم وسلبت حقوقهم واستهين واستخف بهم من قبل القيادات والمتصديين للعملية السياسية واحزابها .

لكن تبقى هذه الملحمة الرائعة من عمر البصرة خصوصا والعراق عموما صفحة مشرقة ناصعة بيضاء بايجابياتها وميزاتها وعطائها التي تمخضت عنها

حيث اثبتت هذه الانتفاضة رفض الشعب البصري القاطع لكل الاحزاب والكتل السياسية التي هيمنت بثقلها الرهيب على المشهد السياسي العراقي عموما والبصري خصوصا ابتداء من 2003 ولحد الان لما لحقهم من هذه الاحزاب من ظلم وحيف واهمال وقهر وسوء اداره وانعدام في تقديم ابسط الخدمات الضرورية فضلا عن النهب والسلب لممتلكات الدولة والتلاعب بالمال العام والتهريب والسرقة لثروات البلد والاستحواذ والسيطرة والاحتكار على كل المفاصل الحيوية في دوائر الدولة ومؤسساتها وتجيرها لصالحها وصالح منتسبيها وللذيلين والانتهازين من المتسلقين والمنافقين اللذين يدوروا بفلكها دون الالتفات الى مؤهلاتهم وخبراتهم ونزاهتهم في حين تتفشى البطالة والشعور بالحرمان والفاقة والتهميش والخذلان بين اوساط الشباب حتى من حملة الشهادات والكفاءات من الباحثين عن فرصة عمل او وظيفه يسدوا بها رمقهم وعيشة عوائلهم واحتياجاتهم الخاصة .

لهذا تركزت نواة الانتفاضة البصرية على ابناء هذا الجيل المحروم من ابسط الحقوق التي يتمتع بها اقرانهم واصدقائهم التي ربطتهم بهم علاقات في مواقع التواصل الاجتماعي والتي جعلت من العالم قريه صغيره للتقارب والتعارف والتأثير في ثقافات وتوجهات الشباب واساليب حياتهم وتصرفاتهم وتطلعاتهم ,فهؤلاء ابعد ما يكونوا عن الاحزاب وايديولوجيتها وافكارها ولم يتعبوا انفسهم وعقولهم في التوسع والتعمق بمداركهم وثقافتهم للقراءة والتتبع لمعرفة تاريخ وافكار الاحزاب السياسية التي عرفتها الساحة السياسية العراقية في الماضي او الحاضر, فليس بمقدور اي حزب وحركه من التأثير والتلاعب بأذهان وعقول هؤلاء الشباب وحرفهم عن الطريق الذي سلكوه وترسخت قناعتهم به .

فضلا عن انها قتلت روح التردد والخنوع وكسرت الحاجز النفسي والخوف المسيطر على رقاب الناس ووضعت ارادة الجماهير على المحك بعد ان كانت مغيبة لأكثر من خمسة عشر عاما كان فيها الانسان البصري موضعا للريبة والشك في كونه انسانا مسلوب الإرادة مغلوبا على امره لا حول ولا قوة له.

كما اوجدت هذا التلاحم المصيري بين جماهير البصرة وشبابها المنتفض في مهرجان حافل قل نظيره في تاريخ المحافظة , فكانت الشوارع والساحات والاحياء تغص بالناس المتكاتفين والمعانقين لأبنائهم المنتفضين ولتعزيز مطالبهم واهدافهم التي خرجوا من اجلها.

ومما اسفرت عنه من نتائج كونها خلقت فضاء لاهبا من الحراك السياسي المتسارع بين الكتل والاحزاب المتصارعة على الكراسي والمناصب والامتيازات والتي طغى عليها الركود والجمود والسبات الا من الحوارات العقيمة والمناكفات والمهاترات السياسية والمصطلحات والمسميات الواهية (ككتل كبيره وغيرها) التي اهروا بها مسامع الناس وخلقت اجواء من الضجر والسام والانتقام طيلة الفترة الممتدة من اعلان نتائج الانتخابات والى الان دون ان تتوصل الى اتفاق وانسجام يخرجها من مأزق الهيمنة وحب التسلط والنفوذ ,

فأي محاولة للطعن باستقلالية وذاتية ونصاعة الانتفاضة البصرية بغية طمس هويتها وحقيقتها واصالة معدنها والتشكيك بأهدافها وبواعث اندلاعها مصيرها الفشل ,لابد من التأكيد على ان الانتفاضة مشروعا بصريا وطنيا خالصا ومستقلا بعيدا عن تدخل اي محور سياسي او مخابراتي ومهما كانت صفته وطبيعته وصبغته داخليا كان ام خارجيا.

أحدث المقالات