17 نوفمبر، 2024 9:27 م
Search
Close this search box.

 المعركة مع داعش

 المعركة مع داعش

“70% من عشائر الانبار كانت مع ساحات الاعتصام، حتى أنه كانت تخرج كراديس استعراضية للعشائر المهمة في المحافظة، مثل كردوس البو فهد وكردوس البو فراج وكردوس البو خليفة وكردوس البو مرعي وغيرها من العشائر، حيث كانت الفكرة تشكيل قوة تشبه جبهة النصرة في سوريا منطلقها من الأنبار”.

هذا مقطع من تصريحات ادلى بها وزير الدفاع السابق سعدون الدليمي كشف فيها عن جزء من حقيقة ما يجري في العراق من تمدد داعش وسقوط المحافظات الغربية . سعدون الدليمي ليس شيعيا , وليس مسؤولا في الحشد الشعبي وانما هو رجل مسؤول في الحكومة ومن اهل الانبار , فهو بهذا الوصف اعرف بشعاب مكة من غيره اضافة الى كونه وزيرا لوزارة هي الاخطر والاهم من حيث مسؤولياتها ومقدار ما لديها من معلومات .

ان الذي جرى في الانبار , وبالخصوص في الرمادي وادى الى سقوطها ليس بعيدا عن هؤلاء الذين وصفهم السيد الدليمي , فهم حاضنة داعش وطابوره الخامس يتسلحون بسلاح الدولة ويقبضون مرتباتهم من اموالها لكن قلوبهم وسلاحهم مع داعش , وقد ادوا ماهم مكلفون به وهو الانسحاب من ساحة المواجهة وتسليم الرمادي دون قتال .

في الانبار يوجد اكثر من ثلاثة وعشرين الف من عناصر الشرطة والاف اخرى من الصحوات , لكن من يوجد منهم في العمل والواجب اربعة الاف فقط وتسعة عشر الفا من الفضائيين , بل ربما يقاتلون مع داعش . على الرغم مما جرى في الرمادي مؤخرا , وهو حدث يستدعي تراصف الجميع لدرء الخطر , لكن بعض دواعش السياسة يحملون الحكومة وحدها المسؤولية وينسون انفسهم بانهم هم من وقف بوجه الحشد الشعبي في حملة اعلامية رخيصة لمنعه من اكمال مسيرة التحرير التي بدأت من محافظة صلاح الدين .

دواعش السياسة في كتلتي الوطنية والقوى الوطنية خرجوا بتصريحات بائسة قديمة جديدة دعوا فيها الى تسليح العشائر السنية لتحرير الانبار !! ( هههههه ) وكأن الذين تخاذلوا في المعركة الاخيرة في الرمادي وانسحبوا باسلحتهم كما فضحتهم فيديوات التصوير ليسوا من تلك العشائر .

ان ماجرى في الرمادي وما سبقه في الموصل من خيانات وتخاذل كلفت العراق نزف دماء غالية وهدر اموال طائلة وسقوط مدن كبيرة يجعل كل متابع منصف يقرر بان تحرير الارض وحماية العرض لن يتم الا بيد ابطال الحشد الشعبي وليس سواه لانهم قوة عقائدية تطوع افرادها للقتال دون طمع بمال او بمنصب زائل , وداعش

وسياسيو داعش , وعشائر داعش , ومعممو داعش يعرفون هذه الحقيقة وقبلهم تعرفها امريكا , وهؤلاء لن يكفوا السنتهم وايديهم من النيل من الحشد الشعبي والصاق كل تهمة به , فجون ماكين الصهيوني وعضو الكونغرس الامريكي يعارض دخول قوة شيعية حسب وصفه الى الانبار كما يعارض ان تقدم ايران اي دعم للحكومة العراقية في معركتها ضد داعش , والشيخ المقعد عبد الملك السعدي يطالب من عمان السيد السيستاني بسحب فتواه بالجهاد الكفائي ! وهو يتصور بخيال مريض ان فتوى المرجعية الشيعية العليا تصدر حسب الطلب وتسحب حسب الطلب كما هو الحال لديهم حين تصدر بياناتهم وفتاواهم طبقا لهوى الحكام .

ان المعركة مع داعش معركة شاملة بالسلاح وبالاعلام وبالمال وبالفتوى المسؤولة من جهة المرجعية وغير المسؤولة من جهة وعاظ السلاطين , وعلى القيادات السياسية والعسكرية ان ترقى الى مستوى المعركة , ودون هذا الوعي والشعور لن تهزم داعش.

أحدث المقالات