في رصدٍ ومتابعةٍ مكثّفة ” عن كثبٍ وعن بُعد ”
وفي الليلِ وفي النهار, وعبرَ الأثيرِ وميدانياً , لملاحقة مسارات مجريات المعارك التي اندلعت مؤخراً ” جرّاء الكاتيوشات والإعتقالات ” و ردود الأفعال , على و بين جحافل الجيوش الألكترونية المصطفّة والمتحشّدة في الساحة العراقية المشتعلة , فقد كانت وما انفكّت هذه المعارك التي تتخذ من وسائل الإعلام والسوشيال ميديا ميدانها لإستعراض العضلات والقوة , والقصف الإعلامي الشديد والمحتقن , ويصاحب ذلك أفتقاد الإدراك والحسّ في مزج او خلط ارسال ” الرسالة الإعلامية ” الى كلا الخصم والى الجمهور المتلقي معاً .!
لوحِظَ أنّ هذه المعارك او الإشتباكات التي تجمع بين الجيوش الألكترونية , فأنها لم تخضع اطلاقاً حتى الى المبادئ الأولية والتقليدية لشروط ومتطلبات الحرب النفسية , وبدت انْ لا علاقةَ لها بها .! , كما لوحظ عدم التكافؤ في الأسلحة الإعلامية بين هؤلاء < الكوادر المتخصصة في الإعلام > , بالإضافة الى عدم مهنية وحرفية معظم قادة هذه الجيوش وربما رؤساء اركانها ” .!
والى ذلكَ كذلكْ , فمنَ المثيرِ للتندّر أنّ حالات الإنفعال والتعصّب تجاه ايّ موقف او حتى تصريحٍ سياسي لأيٍّ من الزعماء السياسيين يكون بتضادٍ من سياسة هؤلاء , فأنه سرعانَ ما يُشعل جبهة المواجهة بسيلٍ من صواريخ وقذائف الكلمات والعبارات , ودونما حسابٍ لأوزانها وإتّزانها ومدياتها , وحتى دقة اصابة الهدف .!
من الملاحظات الأخرى الأكثر لحاظاً عبر النهج الإعلامي الذي تستخدمه تلك الجيوش الفتاكة , هو اسلوب التسقيط السياسي , وليس ضدّ خصومهم فحسب وانما ضدّ كلّ مَن يتقاطع معهم ودونما ايّ اعتبارٍ لحرية التعبير والرأي , وبلغَ التمادي في هذا التسقيط عبر الصاق الإتهامات بالعمالة والإرتباط بالأجنبي , حتى او رغم أنّ تلك الجيوش مُمَوّلة اجنبياً او من خاج الحدود .!
ايضاً , من اكبر الأخطاء الستراتيجية التي تصرّ على اقترافها معظم الجيوش الألكترونية ” ودونما تراجع ! ” , هو اطلاق الأخبار المنسوجة والمضللة ومن النوع الذي سرعان ما يتكشّف زيفها بالأدلّة وبالصوت والصورة , ودونما اعتبارٍ لخطّ الرجعة او التسويغ ولا التصحيح .!
الأكثر والأشد اهمية في ذلك , أنّ الجيش الألكتروني او مشتقّاته , فكأنه يطلق صواريخه وقذائفه في الهواء الطلق , حيث غالبية العراقيين لا يمنحوهم أذُناً صاغية ويجدونها فاقدة للمصداقية مسبقا وضمنياً , حتى لو كانت بعض اطلاقاتها فعلية .! , أمّا انتشار وتبادل بعض اخبار هذه الجيوش بين اوساط الجمهور عبر وسائط وآليات السوشيال ميديا , فيأتي من خلال الفضول الأجتماعي والرغبة بتبادل المسجات والمواضيع مهما وكيفما تغدو مضامينها , فضلاً عن حبّ الإستطلاع وقضاء الوقت , في ظلّ الحجر او الحجز الكوروني .