17 نوفمبر، 2024 10:39 م
Search
Close this search box.

المعايير الوطنية والأخلاقية لسلطة الاحتلال في العراق – 6 / موقف السلطة من الحراك الشعبي في الداخل والخارج

المعايير الوطنية والأخلاقية لسلطة الاحتلال في العراق – 6 / موقف السلطة من الحراك الشعبي في الداخل والخارج

ينكر دولة المالكي وحزبه شرعية الحراك الشعبي العراقي الذي بدأت شعارته تتصاعد من الإصلاح الى التحرير ومن ثم الى خطاب المطالبة بالتغيير مترافقا مع مراحل حجم المعاناة العراقية وانسحاب القوات الامريكية وتصاعد موجات واساليب تهميش وتحجيم وقمع واستهداف قيادات ونشاطات الحراك من قبل اجهزة الامن والجيش ومن ثم الكتل السياسية الحاكمة سواء في بغداد او المحافظات بالقوة والسلاح والترهيب والقتل والاغتيال .
يبرر المالكي موقفه المتصدي للحراك الشعبي بقوله ان العراق  كان اول من حظي بالحراك الشعبي وحقق التغيير، وهو يعني بذلك ما حصل بعد غزو العراق واحتلاله و وصوله مع حزبه من خلال هذا الحراك المزعوم الى السلطة وهكذا يتناقض حزب الدعوة وأمينه بالخطاب ، حين يزعم مرة أن الحزب لم يشارك في مؤتمر لندن ولما يساند الغزو لكنه يعود  ليحسب أن كل ما حدثه الغزو وما ترتب عليه  حراكا شعبيا يفاخر به بل يحسبه انجازا جعل العراق اكثر دول المنطقة امنا واستقرارا ،أليس في هذا الإدعاء خيال لا يصدقه عاقل !. وهو تارة يسمي الوجود الأمريكي احتلالا أجنبيا وتارة يحسبه تحرير وتغيير وربيع ! . الأعجب والأغرب ان مظاهرات اليوم 18 تشرين الثاني 2011 التي عمت بغداد ومحافظات أخرى عديدة ترفض التقسيم والأقلمة قد جوبهت بردود فعل تهديدية  وقمعية واعتقال عدد من ناشطيها وتدخل سريع من قوات المالكي الامنية والعسكرية لتفريقها لأنها تنادي برفض التقسيم ، مع ان المالكي نفسه يعترف بان الاقلمة ستسبب المزيد من العنف وسفك الدماء وسيعمل لإعاقة تنفيذها (ليس لكونها تقسيمية ) ولكن لمجرد انها ستكون اوكار للبعثيين والإرهاب  .
موقف الكتل السياسية المشاركة بالسلطة ليس باقل من حزب الدعوة او المالكي سلبية من نشاطات ومظاهرات الحراك  ، فقادة القائمة العراقية جميعهم اشرفوا على إحباط مظاهرات الانبار ونينوى وصلاح الدين وديالى وتفكيكها بشتى وسائل الترهيب والترغيب ، فيما لم يتطرق السيد عمار الحكيم باحاديثه بمنتداه الثقافي   بشكل واضح عن موقفه حول ما يتعرض له نشطاء الحراك والمتظاهرون من قمع وتهميش وعنف في أيام الجمع لقاء ما يطالبون به من  حقوق و واجبات وبالذات ما حدث يوم الجمعة الماضية 18 تشرين الثاني  وبضمنها رفضهم للأقلمة مع انه أكد بمنتداه في نفس اليوم على دعمه لفكرة الأقاليم في خطبته . ولا يخفى على  الجميع ما يتعرض له المتظاهرون الكرد في السليمانية واربيل من وسائل قمع وتهديد وقتل للناشطين المعارضين للحزبين الكرديين المنفردين بالسلطة، تراوحت مواقف الصدريين من الحراك الشعبي بين التنديد والمجابهة وبين اطلاق وعود بالتظاهر يتم الغائها او تغيير شعاراتها مرة لصالح السلطة وتارة لإستيعاب تظاهرات الحراك وتفتيت فعالياتها فيما يصمت قادة الحزب الشيوعي المشارك بالسلطة عن اي ردود فعل لأنشطة الحراك !.
ليس هناك شعبا عربيا اكثر معاناة وقهرا وكمدا وتهجيرا من الشعب العراقي خلال السنوات الثمان التي الحقها الاحتلال وحكوماته المنصبة فيه ،  فيما لا تلوح في النفق الطويل المظلم شرارة ضوء تبشر بأمل الخلاص او التهدئة ، وليس هناك شعب حري بالحراك الشعبي والتظاهر والإعتصام والعصيان مثل الشعب العراقي إذ  ليس غير الحراك الشعبي من اداة تنفيذية لتحقيق التغيير القادم في العراق في مرحلة هزيمة الغزاة الامريكيين وانسحابهم من العراق ، فيما ستبقى المقاومة العراقية الوطنية الحارس الامين لتطويق محاولات سد الفراغ التي تهدد ايران بها عقب هذا الانسحاب مرارا وتكراراً في ظل وجود سلطة وحكومة منصبة تمهد لتوغل فيلق القدس والحرس الثوري ليس في العراق فحسب بل لتشكل جسر عون وامداد عبر العراق الى سورية تمهيدا لمزيد من الدمار والانهيار لهذا البلد السائر بخطى النكبة لتحطيم الدولة وليس تغيير السلطة كحق شعبي يتبناه حراك شعب له معاناته .
ما ذريعة السلطة في العراق واية معايير وطنية واخلاقية تبيح لها الاسهام بقمع ثوار التغيير في مدن سوريا الغاضبة سواء من خلال اسناد السلطة بمواقف سياسية  او من خلال ادخال المليشيات الطائفية او فيلق القدس الايراني عبر اراضي عراقية الى ميادين الحراك في سوريا  كما وثقه اكثر من تصريح لقادة عسكريين في البتناكون ومخابرات دول عديدة  ؟ .وما هذا التناقض في مواقف السلطة العراقية في حيثية التعامل مع اعضاء  حزب البعث في العراق  وسلطة البعث في سوريا ، وبين ما تتعامل به سلطة المالكي واعوانه مع قيادات الحراك في البحرين وثوار الانتفاضة في سوريا ؟.

أحدث المقالات