22 ديسمبر، 2024 10:42 م

المعايير الزائفة!!

المعايير الزائفة!!

في مجتمع من المجتمعات ثار الشباب مطالبين بحقوق إنسانية مشروعة , ومنصوص عليها في لائحة حقوق الإنسان , وهم لا يتمتعون بنسبة ضئيلة منها , بل يطالبون ببعضها , وتم مواجهتهم بالحديد والنار , وقتلوا المئات منهم وإختطفوا العشرات وغيبوا مثلهم في السجون والمعتقلات , وإرتكبت بحقهم أبشع الجرائم ¸وأتخذت الإجراءات المتوحشة الدامية , وما ذكرتهم وسائل الإعلام العالمية في المجتمعات الديمقراطية , ولا إستنكرت ما تعرضوا له منظمات حقوق الإنسان العالمية , ولا نادت الأمم المتحدة بضرورة وقف العنف تجاه المواطنين المطالبين بحقوقهم المشروعة.
وتجدنا اليوم أمام زوبعة إعلامية في المجتمعات المتقدمة , لأن إحدى الحكومات الأوربية واجهت المتظاهرين ببعض الشدة , وهم يتظاهرون ضد النظام السياسي القائم , ويعارضونه , فحقوقهم الإنسانية مصانة ومستوفاة لشروطها , لكنهم يعارضون نظام الحكم.
وما سقط منهم قتيل , أو ضربوهم بالرصاص الحي , ولا إختطفوهم أو روّعوهم , وإنما واجهوهم وأمام الكامرات بقوات حفظ الأمن ومكافحة الشغب.
فأين العدالة فيما حصل لتظاهرات تطالب بحقوق إنسانية بسيطة , وتواجَه بأبشع الوسائل القاسية التي لا ترحم , وبين تظاهرات معارضة تواجَه بواسطة قوات مكافحة الشغب ورجال الأمن وفقا لضوابط دستورية وقانونية.
إنهم يتجاهلون تظاهرات عادلة ومبررة في مجتمعات أخرى تساقط فيها المئات من القتلى دون سبب , ويتأهبون للدفاع عن مظاهرات معارضة في مجتمعات غيرها لم يسقط فيها ولو قتيل واحد.
أ هذه هي العدالة الإنسانية والديمقراطية , التي تنادي بها المجتمعات المتقدمة , والتي لا تنطبق ضوابطها على المجتمعات المتأخرة.
فأين الحق؟
ولماذا لا تكون لائحة حقوق الإنسان معيارا للتفاعل مع المجتمعات البشرية؟
لماذا المصالح هي التي تقرر المعاني والمنطلقات والمسميات؟
إنها لعبة جهنمية ترفع شعارات سامية ذات عدوانية ماحقة!!
فإلى متى تبقى وسائل الإعلام تروّج للمصالح ولا تناصر الحق والحقيقة؟!!