18 ديسمبر، 2024 6:22 م

المعارضة العراقية وضياع الفرص

المعارضة العراقية وضياع الفرص

دأب أعضاء الجبهة الوطنية للتغيير في العراق على التواصل مع الرأي العام ومؤيدينا بشكل مستمر ودؤوب خلال العشر سنوات المنصرمة الى أن تهيأت الظروف الموضوعية للاعلان عن توحيد الجهود في شهر تموز ٢٠١٩ والاعلان الرسمي لانبثاق الجبهة الوطنية للتغيير في العراق. تحول الفكر الفردي الى رؤية جماعية وبنسق تصاعدي في استقطاب من يتوافقون معنا من الداخل والخارج. دائما ماكنّا نطرح توحيد الجهود لاختصار زمن معاناة أهلنا في الداخل. بعد شهرين من ولادة الجبهة الوطنية للتغيير في العراق جاءت حركة الاحتجاجات المدنية بحُلّةٍ جديدة إسمها ثورة تشرين. كانت مرحلة تاريخية لابد للعراقيين خوض غمارها في نقاط مهمة أستعرضها بشكل مختصر. النقطة الأولى الشعار الشامل والمختصر لثورة الانسان العراقي ( نريد وطن ) النقطة الثانية تحدي السلطة الغاشمة ذات التنوع في أدوات القتلة من حيث التنظيمات الولائية. النقطة الثالثة الاصرار على مواصلة التمسك بالأرض ( ساحات التظاهرات ) رغم فوارق أدوات المواجهة الغير متكافئة والتي ترجّح كفة القتلة ضد المنتفضين على ظلمهم وفسادهم. في هذه المرحلة أضاعت المعارضة التي تتخذ من عدّة دول ملاذا آمنا لها أضاعت فرصة عظيمة للاعلان عن نفسها من خلال مؤتمر شامل لقوى المعارضة يتبنّى خارطة طريق ثورة تشرين و يعطي للثورة زخما وقوة معنوية بالاضافة الى إحراج المجتمع الدولي ويشكل ضغطا نفسيا على العملية السياسية ليُربك حساباتها وتعود الى توازنها من حيث التخفيف من العنف المُفرط ضد أبناء ثورة تشرين. هذا الأمر لم يتحقق وأستطيع أن أضعه في ملف خذلان الثورة. السؤال أين كانت الجبهة الوطنية للتغيير في العراق من تلك الأحداث؟ لقد سبق لي أن تطرّقت وفي مقال نشرته بتاريخ ٢٧ كانون الثاني ٢٠٢٢ تحت عنوان الجبهة الوطنية للتغيير في العراق وقراءة الواقع ، أشرت من خلاله الى عدة مبادرات أطلقناها الى الرأي العام ومنهم أبناء ثورة تشرين من خلال بعض التنسيقيات التي كنّا نتواصل معهم. نحن ندرك أهمية القاء الحجّة على المعنيين بالثورة وتحيداتها ولذلك لم نتوقف يوما عن الكتابة والأحاديث المرئية الموجّه. جاءت الذكرى السنوية لأولى لثورة تشرين وكانت فرصة التئام قوى المعارضة وهي فرصة مهمة لم تُستثمر. إغتيال قائد فيلق القدس ٢٠٢٠ فرصة اخرى الى أن جاءت نتائج الانتخابات من العام المنصرم ولم نرى أي بوادر حقيقية لتوحيد المعارضة. مقابل ذلك كنّا نُصّر وفي حواراتنا وكتاباتنا على توحيد المعارضة وكان إصرارا متعمّدا نريد أن نقول لهم إن كنتم صادقين وجادّين فتعالوا الى كلمة سواء هي العراق. مايميّز خطابنا أننا نتحرك ضمن اطروحات نقدمها من بُنات أفكارنا وليس اقتباسات من هنا وهناك هذه ميزتنا في التفكير والكتابة. وحقيقة الأمر سيستغرب الكثير من القرّاء أنني اتحدث اليهم باسلوب دعائي لنا! هنا لابد من التأكيد الى الشعب العراقي أننا وفي خضّم الأحداث لم نتخلى عن واقعيتنا باتجاه تنظيم العمل الوطني المعارض وفق مضلّة جامعة تُنتجُ مؤسسات فاعلة محليا ، إقليميا ودوليا. وبامكان الباحث أن يرصد عدّة مواضيع واقعية وأفكار كنّا قد طرحناها هي جزء من عدم ضياع الفرص. مع ذلك لازلنا نقول للجميع أن الفرصة مواتية للشروع في توحيد الجهود واستثمار الأحداث وفق المصلحة العامّة. فهل من حكيم رشيد يعي مانقول؟.