تربط العلاقات السياسية بين الفرقاء السياسيين العراقيين بمعادلات معقده نوعا ما ، لكن هذه العلاقات تستند في غالبها على الخلفيات الثقافية والعقائدية وحتى التاريخية الحديثة والقديمة للمكونات السياسية في العراق ، ان هذه الاواصر والعلاقات بين المكونات السياسية العراقية على الرغم من اختلافها الى ان عامل الامن والانشطه الارهابية يمثل عامل مهم وحاكم لطبيعه العلاقات بين هذه المكونات الاساسية وحتى داخل المكون الواحد ، ويمكن من خلال تباين هذا العامل بين ( استتباب الامن او تدهوره ) ان نستشعر او نتنبأ عن الاتجاه والمسار المتوقع عن المسار الجديد في العملية السياسية داخل العراق او طبيعة ونوع التحالفات السياسية ، ويودنا ان نوضح بعض هذه المعادلات ومدى تأثير عامل ستتباب الامن او زياده الانشطة الارهابية عليه :
المكونات السياسية الشيعية التي تمارس عملها في السلطة تتقارب كثيرا” فيما بينها عندما يتزعز الامن او مع ازدياد الانشطه الارهابية وتكوينها لتنظيمات سرية كالقاعدة وداعش او غيرها من التنظيمات تهدد النظام السياسي في العراق ، ان سر هذا التكتل والتقارب السياسي بين الشيعة هو نابع من الشعور بالخوف والتهديد وضرورة التلاحم والتخندق من هذه التنظيمات التي تمتلك في ادبياتها ( تكفير ) للشيعة ورفض اقامة لهم دوله او حتى مشاركتهم في الحكم ، ان هذا الشعور يمتد تاريخيا عند الشيهة الذي يسرد تاريخهم الكثير من المعاناة والاضطهاد من السلطات ، اي ان لهذا التلاحم ضروره ثقافيه دينية تاريخية تدفع بكل الخلافات بينهم على الرفوف وتؤجل . في حين الاواصر السياسية تبدأ بالضعف والتصارع يمها بينها تصارع ( شيعي – شيعي ) عند استتباب الامن لعده اسباب منها ، زوال الخطر على الشيعة ، زوال العدو وضعفه ، نزعات الانتقام المدفونه والمؤجلة ، اطماع الاستحواذ على السلطة والاستحواذ على الشارع الشيعي ، لضغينة والحسد بين الاطراف الفاسده والتي تمتعت باموال السحت والسرقات من الاموال العامة ينتج عنها صراع ملفات الفساد ومحاولات اسقاط الفاسدين وكشفهم امام الرأي العام .
ان لهذا العامل المؤثر نجد داخل المكونات الشيعية من يحاول الاستفاده منه واستثماره لصالحه الخاص ، لذا نجد البعض من المكونات الشيعية ترغب في استمرار الصراع المذهبي والطائفي ولها رغبة شديدة في استمرار اعمال العنف تجاه الشيعة لكي تشرعن لنفسها قيادة الشيعة مدعيه حمايتها ، وتستمر على التخندق المذهبي لمكاسب سياسية سلطوية بحته .
اما المكونات السياسية السنية ، فعلاقة الامن يمثل عامل مؤثر ايضا ، خصوصا” ان الارهاب العقائدي كالقاعدة وداعش ولدت ونشأت من رحم المجتمعات السنية ، فحضور الارهاب في المجتمعات يشكل عامل ضغط كبير على المكونات السياسية السنية ، وفي حال تضعضع الامن في العراق ستواجه المكونات السياسية السنية انقسامات كبيرة وضعف كبير داخليا ” ، ان سبب هذا التشظي يعود الى رأيان حاكمان لدى السنة ، الرأي الاول القائل ان زيادة الارهاب يولد رد فعل شيعي تجاه السنة داخل العراق مما يؤدي الى المزيد من الدمار او الاضطهاد لسكان السنة او ممثليهم السياسيين ، اما الرأي الاخر يفضل وجود قوة عسكرية سنية ( حتى وان كانت ارهابية شرط ان تبقى قيد السيطرة ) تواجه الموجه الشيعية او القوات الشيعية غير النظامية ويعتبر ذلك جزءا” من المواجهه لفرض السلطه والنفوذ .
ومثال واضح على ذلك فترة الاعتصامات التي سبقت سيطرة داعش على اراضي واسعة من العراق ، حيث كانت تجمعات المعتصمين تمثل بيئة عمل مهمة لداعش لاستدراج المعتصمين السنة الغاضبين من سياسات الحكومة كان ذلك بعلم مباشر او غير مباشر عند قيادات الاعتصام ( لكن في غالب ظن هذه القيادات ) ان نشاط داعش هو تحت السيطرة ولا تشكل خطرا” كبيرا عليهم ، ونستذكر في ذلك تصريح احد قيادات الاعتصامات وهو شخصية كبيرة معروفه في الانبار بعد الانهيار وبداية الازمة حينما سأل عن تشكيلات داعش داخل الحراك العسكري في المحافظات السنية التي كان يطلق عليها ب ( الثورة ) قائلا : – ان داعش تمثل نسبة قليلة من الحراك العسكري ضد الحكومة ما يقارب ٥ بالمئة – حسب قوله .
العلاقات بين المكونات الرئيسية :
اربعة مكونات سياسية رئيسية في العراق هي الشيعة والسنة والكرد والمكون الليبرالي المدني الوطني .
ان اواصر العلاقات فيما بينها وتأثير عامل الامن والانشطة الارهابية له مقاييس اخرى حاكمة :
العلاقات الشيعية – السنية : تتنافر العلاقات السنية الشيعية عند تزايد اعمال الهجمات الارهابية والانشطة الارهابية وتزعز الامن ، ان هذا التنافر من الممكن القول ان سببه تنافر شعبي ، فحينما تستهدف المجاميع الارهابية الاسواق والمحال الشيعيه بالمفخخات والعبوات دون الاسواق والمحال السنية يسبب رده فعل شعبيه عند الشيعة مضادة للسنة تاخذ انعكاساتها على السياسة