18 ديسمبر، 2024 11:27 م

المعادلات السحرية لفوز السرسرية !

المعادلات السحرية لفوز السرسرية !

تقترب انتخابات مجلس النواب و تسعی الکتل المختلفة في حشد طاقاتها للفوز باکبر عدد من الاصوات و هذا بحد ذاتە امر لا غبار عليه.
لکن الاحزاب الاسلامية الحاکمة التي تعلم علم اليقين ان مصداقيتها و ثقة المواطنين بها قد وصلت الی الحضيض لفساد هذە الاحزاب و سوء ادارتها لشوؤن البلد، بدأت تلجأ لسلاح مجرب تتلخص في معادلتين و استنتاج واحد، و تحاول بکل امکانياتها جر المواطن البسيط للتوصل الی ذلک الاستنتاج و ذلک من خلال حشد جيش انترنيتي يکتب علی صفحات الفيسبوک و الانستغرام و التويتر وينشر صورا و افلاما علی اليوتيوب . و اليکم المعادلتين و الاستنتاج المرجو:
العلمانية = الالحاد
الالحاد= التهتک الاخلاقي
اذن فالعلمانية تعني التهتک الاخلاقي
وبالتالي: اذا کنت تريد الحفاظ علی اخلاقک و اخلاق عائلتک فصوت لصالحنا نحن الاحزاب الاسلامية، صحيح نحن لصوص و فاسدون و دمرنا البلد و ليس لدينا لا ذمة و لا ضمير و لکننا حريصون جدا علی الاخلاق!
و‌هذا السلاح الايديولوجي ليس بجديد، فالقوی الاسلامية التي تضررت مصالحها من اصلاحات عبدالکريم قاسم، و بالاخص قانوني الاصلاح الزراعي و قانون الاحوال الشخصية استخدمت هذا السلاح للنيل من القوی المؤيدة لعبدالکريـم قاسم فانفضت الجماهيرمن حولها و ترکت الدفاع عن مصالحها الحقيقية لتدافع عن ” الاخلاق و القيـم” ، و البقية محروفة للمطلعين علی التأريخ المأساوي لمجيء البعث و معاناة العراقيين و في المقدمة منهم الشيعة الذين هتکت اخلاقهم و اعراضهم و حتی حقهم في الحياة.
علی القوی المدنية و الداعية لحکم علماني ان تعمل علی توضيح الامور التالية لجماهير الناخبين، بشکل يومي و بدون کلل، الی ان تترسخ في اذهانهم کحقائق و يصبحون قادرين علی المناقشة بشأنها:
اولا: العلمانية لم تکن و ليست مرادفة للالحاد، فالمرء بامکانە ان يدعو الی العلمانية بدون ان يکون ملحدا و کافرا ففصل الدين عن الدولة هي بالاساس لاخراج الدين من سطوة الحاکمين و محاولات استغلالهم لە لاغراضهم الشخصية، و لنزع صفة القدسية عن الحاکم بحيث يمکن الدعوة لمحاسبتە دون ان يعتبر ذلک مساسا بالدين او بالذات الالهية .
ثانيا: الالحاد ليس موقفا سياسيا و انما هو موقف فکري من وجود الخالق و لا علاقة موضوعية لە بالعلمانية. ولا يعني الالحاد بالضرورة تهتکا اخلاقيا، فقد يکون المرء ملحدا و لکنە متمسک بالاخلاق حتی بالمفهوم السائد عنها في مجتمعاتنا.
ثالثا: الاخلاق لا تقتصر فقط عما تفعله باعضائک التناسلية، فالتلکؤ في قيامک بواجبک الوظيفي هو سوء في الاخلاق، وکذلک تصرفک بالمال العام، کذبک علی الناخبين مرارا و تکرارا، الاضرار بمصالح شعبک لتأمين مصالحک، تفضيلک لقريب بليد لک علی موظف کفؤ، قبولک لوظيفة و راتب لا يتطلبان منک بذل اي جهد، کل ذلک يعتبر نقصا في الاخلاق و يجعلک اخلاقسز.
رابعا: العلمانية ليست دواءا سحريا ضد کل فساد في الحکم و لکنک عندما تواجە فاسدا علمانيا فلن ينبري لک جيش من المعممين و بسطاء الناس ليتهموک بانک تخذل الدين و المذ‌هب و هذا يسهل علی الجما‌هير مهمة ازاحة الحاکم العلماني الفاسد مقارنة بازاحة الحاکم الديني الفاسد.
برأيي المتواضع من الضروري العمل علی المواجهة المنطقية و الدؤوبة للمعادلات السحرية لقطع الطريق علی حکم السرسرية و لنری من سيکسب هذە الجولة من الانتخابات؟!