التوهم بالمظلومية يؤسس لمشاريع إنتقامية , فمن يدَّعي أنه مظلوم , سيغطس في مستنقعات الإنتقام , من الظالم المتصوَّر , وفقا لرؤاه وما يُحقن فيه من الأفكار السلبية المدججة بالإنفعالات المتأججة , والعواطف السيئة الطباع والتوجهات.
والمجتمعات المبتلات بهكذا مناهج سلوكية , تعيش في قيعان الذل والهوان والتبعية , والإنتكاس الوخيم إلى غابرات الويل الرجيم.
وللإنتقام جنوده وأدواته وآلياته النفسية وبرامجه , التي يتحقق تعزيزها من قبل الطامعين بالبلاد , لكي تتحول إلى عصف مأكول.
إن فرية المظلومية لعبة تدميرية مروّعة , وأكذوبة لا رصيد لها من الواقع , مهما توهم أصحابها الذين يدّعون , ويغضون الطرف عمّا كسبوه من المناصب والبعثات والشهادات والدرجات.
تتعجب من أناسٍ كانوا في عزة وجاه وقوة , وينالون أرفع المكارم كل عام , وإذا بهم في ليلة وضحاها صاروا من المظلومين , والمقهورين , وعندما تواجههم بحقيقتهم , يكشرون أنياب عدوانيتهم , وينشبون مخالب نفاقهم المشين.
وحينما تسألهم كيف حصلتم على شهاداتكم العليا , ودرستم في أرقى جامعات الدنيا , يهبون بوجهك بغضب سافر.
وبسبب هؤلاء وأمثالهم من الذين يتاجرون بالمظلومية , لن تحصد مجتمعاتهم ما ينفعها , ويكون الفساد دينها وديدنها , والكذب شريعتها , والفئوية والطائفية دستورها , فالمظلومية المتخيلة تملي على أصحابها إنفلات الرغبات , وتعزيز للعدوانية السافرة , وتسويغ للإجرام والآثام والخطايا الجسام.
فعن أي مظلومية يتحدث الغانمون من جميع الجهات , وينطبق عليهم المثل القائل : ” إمنين ما يميل يغرف”!!
ولعنة الله على كل منافق دجال ذليل!!