23 ديسمبر، 2024 11:57 ص

المطلوب محطات لإنتاج الضمير في البصرة

المطلوب محطات لإنتاج الضمير في البصرة

أنباء تفيد بأن مجلس محافظة البصرة يرفض التعاون مع شركات ألمانية لتنفيذ مشاريع تحلية تبرع بها الفنان كاظم الساهر، مالم تخضع لإشرافه، وأنباء أخرى تقول: إن كاظم الساهر لم يرسل أية فرق فنية، واجتماعات هنا وهناك لم تحقق شئياً ملموساً أو حلاً جذرياً لمعانات المحافظة المرتبطة بالنقص الحاد في كمية الماء الصالح للشرب، ومنشورات تملأ صفحات التواصل الاجتماعي بحلول متنوعة، وتجد من يستمع إليها، ويصدقها، ويعيد الترويج إليها، وهو لا يعلم أن توفير الماء المعقم لمدينة البصرة يحتاج أكثر من مليار دولار وهذا المبلغ أكبر بكثير مما يملكه كاظم الساهر أو أية جهة أخرى غير حكومية.

وفي ضوء هذه الأزمة قُدمت حلول من الواقع ستسهم عند الانتهاء من إنجازها في حل جزئي لما يعانيه الناس، ومن هذه الحلول ما تقدمت به إدارة العتبة الحسينية المقدسة القاضي بنصب أكثر من أربعين محطة تحلية تتوزع في مركز مدينة البصرة وأقضيتها بحسب الحاجة الملحة، وستنجز بوقت قياسي أسوة بخمس محطات أخرى تم نصبها بأقل من سبعة أيام فقط، فضلا عن صيانة محطة تحلية سفوان المتعطلة منذ عام (2006) والتي تنتج كميات جيدة من المياه، فيما لو تم إصلاحها، وستسهم في حل جزء كبير من نقص المياه الصالحة للشرب، وقد قرّرت إدارة العتبة الحسينية تشكيل غرفة عمليات واسعة تضم ملاكات العتبة الحسينة المدربة في هذا المجال للانتقال إلى محافظة البصرة والمباشرة في إنجاز أعمالها المكلفة بها، ويقيناً أن جهود العتبة ستسهم إلى حد كبير في معالجة جزء من الحالة المتفاقمة، لكن تبقى المحافظة بحاجة ماسة لحلول جذرية وشاملة لما تعانيه مدينة البصرة من شح الماء الصالح للشرب.

ولأجل التذكير فأن حكومة البصرة إستلمت مليارات الدولارات، ولم تهتم بإنجاز ملفات البصرة الخدمية سواء في مجال نصب محطات التحلية أم في مجال بناء محطات الكهرباء، وقد أهدرت المال العام في مشاريع فاشلة، وبتخمينات مهولة جدا تفوق التخيل، وهناك من يقول: إن بعض المشاريع نفذت على الورق فقط، وتم استلام المبالغ المخصصة لها من دون أن ترى النور ومنها، مشاريع ترتبط بتحلية المياه في محافظة البصرة، وملف إنتاج الكهرباء في البلد وتوزيعها، وأختم مقالي بأن ثمة أزمة ضمير عند مسؤولي محافظة البصرة، فهم بحاجة أولاً لبناء محطات تنتج الضمير والأخلاق قبل محطات التحلية.