19 ديسمبر، 2024 7:52 م

المطلوب ايقاف الحرب في اليمن.. فالمعانات بلغت حدودها!

المطلوب ايقاف الحرب في اليمن.. فالمعانات بلغت حدودها!

هل يتذكر البعض عندما أُعلّنت الجمهورية اليمنيه عام ١٩٦٢، وهل يذكر البعض ذلك الصراع الدامي المدمر بين الملكيين المدعومين من المملكة العربية السعوديه والجمهوريين الذين تدعمهم الجمهورية العربية المتحده ( مصر حالياً)؟ وهل نسى البعض الكثير من الماسي حيث لم يبقى للجمهوريين سوى العاصمة صنعاء فقط عام ١٩٧٠، وبعد مفاوضات شاقه وضغوط ووساطات تم المحافظه على النظام الجمهوري في اليمن وخرجت مصر والسعوديه!!!
واليوم.. هل سيعيد التاريخ نفسه ؟؟
فبعد ثلاث سنوات على حرب ضروس مدمرة وكثرة التحذيرات من تكرار المأساة بدأ الجميع يجزم كل من وجهة نظره، ان هذه الحرب الواقعه على اليمن قد فشلت بجميع تجلياتها وبات الجميع يبحثون عن مخرج مشرف للاطراف المتورطه بالمشكله اليمنيه وتوصلوا الى حقيقة ان التفكير في ايجاد حلول تفضي عند توفر حسن النيه الى حل حقيقي للمشكله اليمنيه من خلال المفاوضات وليست في تاجيج نار الازمه، لان الحرب لايمكن ان تحسم في اليمن مهما كبرت ماسيها وتوسعت كوارثها وطال أمدها، فالسعودية قد أُنهكت وإستنزفت مواردها بسبب هذه الحرب التي طالت اكثر مما كانوا يتوقعون كما ادى الحصار على البلد وتدمير البنى التحتيه وتجويع الناس وانتشار الاوبئه، كل ذلك لم يساعد في تغير معادلة الحرب او يغير نظام الحكم ولم تتحقق اي نتيجة من المراهنة على الخلافات القبلية والمذهبية، ولم يظهر اي اثر للهاله الاعلاميه الضخمة التي استخدمت في التضليل والمبالغة بطرح الاحداث واستخدام الاكاذيب في تشويه الحقائق. كل تلك الافعال لم تحدث اي اختراق حقيقي بل انتقلت الحرب لتشمل بعض المناطق خارج اليمن.
واليوم يجري استخدام اخر ورقه علها تحقق احداث تغير او تقدم او انتصار من خلال احداث شرخ بين جماعة المؤتمر الشعبي وحزب انصار الله يتجلى باحداث فتنه داخليه تغير موازين الحرب و لذلك اصبح الرئيس السابق علي عبد الله صالح هو الحل والرقم المؤهل للمهمة من وجهة نظر من وظفوه، واذا نجح في فك شراكته مع حزب الله فسيحجم الحزب وينهي الحرب .
وجاءت المفاجأه من خلال اعلان ( السماط) رئيس الحكومة اليمنيه المؤقت عن وأد الفتنه مما ساعد على افشال تنفيذ المشروع لان القبائل المحيطه بصنعاء وهي سبعة قبائل لها راي مسموع اضافة الى موسسات الدوله والقوات المسلحه اضافة الى قوات انصار الله وقد اتخذت موقفها الى جانب الحكومة وخذلت وافشلت المشروع الذي عمل عليه ( الرئيس السابق علي عبد الله صالح) وقد فشلت التوقعات التي راهنت على صالح كونه عود الثقاب الذي اذا أُشتعل فسيحرق الداخل اليمني كله لكن هذا لم يحدث .
وقد اظهرت احداث حرب اليمن حزب عبدالله صالح انه يمثل الرقم الصعب في المعادلة اليمنيه وكذلك حزب الله فان تجاهل حجمه وتاثيره لن يبسط الامن ويحقق السلام.
المعادله المطلوبة تقول ان من يستطيع ويرغب ان يخرج اليمن من ماساتها عليه ان يفكر ان الحل يجب ان يكون يمني يمني دون تدخل خارجي وان لا يستثني او يغيب او يتجاهل اي مكون يمني، وعلينا ان نترك الشعب اليمني يحل مشاكله مابين ابنائه بالتفاهم ونرجوا ونتمنى ان ناخذ الحكمة بما حدث عام ١٩٧٠ عندما بقت صنعاء فقط بيد الجمهورين لكن المفاوضات كانت هي الحل وخرجت مصر والسعوديه وعندها أُوقف التدخل وصمتت المدافع وحل السلام في ربوع اليمن السعيد.. فهل سنرى؟

أحدث المقالات

أحدث المقالات