الامتحانات النهائية وخاصة العامة منها (الوزارية) تعتبر المعيار الوحيد في العراق والدول العربية والنامية لنجاح الطالب في جميع المراحل الدراسية ,وتعد الأساس لتقييم الطالب وتحديد مستقبله برٍمّته , مع إهمال جميع المعايير المهمة الأخرى التي من المفروض أن تأخذ بنظر الاعتبار ومنها مستوى ذكاء الطالب وتحضيره ومستواه اليومي في الدروس النظرية والعملية وسلوكه اليومي على مرّ العام، وهذا مايعتبر من الامور المتخلفة اذا ما قورن مع المعايير المتبعة في الدول المتقدمة حيث تتبع هذه الدول في جميع المراحل الدراسية الاولية والثانوية والجامعية معايير مختلفة غير الامتحانات حيث تترك مسألة تقييم مستوى الطالب للمدرسة وللمعلمين وذلك بمتابعة وضعية الطالب طوال العام ومتابعة مدى تحضيره للدروس ومشاركاته في النشاطات الصفية واللاصفية ومن خلالها يتم تحديد مستوى ذكائه وفق تصنيفات على مدى عام كامل تتيح للمعلم أو المدرس بأخذ نظرة كاملة ومضبوطة عن مستوى الطالب وتحديد المجال والتخصص الذي يبرع فيه ويتم تثبيت هذه المتابعة المستمرة للطالب طوال العام باستمارات خاصة ويتم الخروج نهاية العام بمحصلة علمية دقيقة لمستواه الحقيقي وعدم الاعتماد على الامتحانات التي أثبتت بموجب أحدث الدراسات العلمية والنفسية بأنها لاتعكس مستوى الطالب الحقيقي مطلقاً نظراً لما يلعبه الجانب النفسي من رهبة وقلق من جو الامتحان مما يتسبب بالاخفاق في أحيان كثيرة من قبل الطلاب في الاجابة بصورة صحيحة في الامتحان بالاضافة الى الامور الطارئة والعرضية التي تحدث خلال الامتحان للطالب نفسه أو لأحد أفراد عائلته وماأكثر الأمور الطارئة في بلدنا التي أصبحت من الأمور الاعتيادية في كل يوم.من هذا كله أوجه دعوتي الى وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ولجنة التربية والتعليم في مجلس النواب لدراسة هذه القضية المصيرية بشكل علمي دقيق والتي تهم فلذات أكبادنا واعتماد المعايير البديلة عن الامتحانات وخاصة فيما يخص المراحل المنتهية التي تحدد مصيرومستقبل الطالب والطالبة والتي تكون دائماً عكس رغباتهم وميولهم لأن المعدل فقط هو الذي يحدد مصيره وليس مستوى ذكائه ولا اهتماماته ورغباته ,ونأمل أن تجد هذه الدعوة آذان صاغية لدى أصحاب القرار من السياسيين الذين عاش معظمهم في بلدان متقدمة لسنوات طويلة واطلعوا على المعايير المتبعة فيها.
*رئيس تحرير مجلة نور الاقتصادية