صار واضحا للقاصي والداني بأن كل الانظمة الحاكمة في عموم ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد خائفة حاليا من استمرار المقاومة الفلسطينية الباسلة بالصمود والحاق الهزائم المعنوية والنفسية والعسكرية بالكيان الصهيوني المسخ والذي أكسبها من التأييد الجماهيري الكثير حتى على المستوى الاوربي والاسيوي والاميركي، وبت ترى الانظمة الشر ..اوسطية تتحرك حاليا وفي جميع الاتجاهات للتهدئة لا حبا بالشعب الفلسطيني ، ولا إيمانا بقضيته العادلة ، ولا حماية لمدنييه من وحشية الصهاينة المجرمين ، ولا حفاظا على المقدسات والثوابت، وانما حماية لأنظمتهم اولا ، وحماية للكيان ثانيا، وحماية للتطبيع ثالثا، وحماية لصفقة القرن رابعا، ولذر الرماد في عيون شعوبهم وايهامهم بأنها ما تزال على العهد تكره الكيان وتناصبه العداء – بالمشمش – ولم تركن القضية الفلسطينية ونتحيها جانبا بعد ، ذاك أن استمرار المقاومة الفلسطينية الباسلة بأسلحة وأعتدة لاتعد – سوى لعب اطفال – اذا ما قورنت بترسانات هائلة للجيوش المحيطة بهم والتي لاتستخدم الا داخليا لقمع الانتفاضات الشعبوية، وتكميم الافواه ، واخراس المعارضين لها فقط لاغير، اقول ان استمرار المقاومة الفلسطينية الباسلة بهذه الوتيرة البطولية المتصاعدة والمثيرة للاعجاب ولأطول فترة ممكنة = تعرية جميع الانظمة لاسيما (المجعجة والمطبعة والمطبلة منها ) تمهيدا لسقوط كل الاقنعة، وإسقاط آخر أوراق التوت التي تستر عوراتهم، إن لم يكن سياسيا، فمجتمعيا وشعبويا ولاريب !
ولابد اليوم من إعادة قراءة الصراع العربي-الصهيوني قراءة متأنية فاحصة وشاملة مشفوعة بتعريف المفاهيم وتوضيح المصطلحات وبيان خطر تزوير الخرائط جيو سياسيا ، فلقد أبرزت الأحداث المتسارعة بوتيرة متصاعدة خللا خطيرا في ترتيب الافكار والاولويات وفقه النوازل والمصالح والموازنات ، وأظهرت المواجهات الأخيرة في عموم الاراضي الفلسطينية المحتلة وانطلاق الانتفاضة المباركة الثالثة جملة من القضايا والمتناقضات العالقة على المستوى العربي والاقليمي والدولي ، وبينت تلكم الاحداث جهلا مطبقا ، جدبا معرفيا ، تصحرا ثقافيا ، جمودا فكريا ،عقما معلوماتيا ، تراخيا وطنيا لاتحمد عقباه لاسيما بين جيل الشباب بشأن مجمل القضايا المصيرية وتأريخ الصراع العربي – الصهيوني، ولعل واحدة من أخطر الآفات التي نجحت الاحداث الى حد ما بوضع السبابة والابهام عليها وتسليط الاضواء الكاشفة على بعض خفاياها هو ذلكم الخلط المذموم بين المفاهيم والمصطلحات حتى لدى شرائح المثقفين والنخب الاكاديمية والكتاب والاعلاميين اذ تبين للقاصي والداني بأن هناك الكثير من النخب إنما تعاني من عشو ليلي وعمى نهاري جعلها لاتفرق بين مسجد قبة الصخرة والمسجد الاقصى ، لاتفرق بين عرب 48 أو ما يعرف بفلسطين الحزام الاخضر وبين عرب الضفة الغربية وغزة ، هي لاتعلم شيئا عن خارطة فلسطين وكيف صار الكيان الصهيوني يسيطر على 75 % من الاراضي الفلسطينية ان لم يكن اكثر وبوتيرة متصاعدة خلال فترة الصراع المرير منذ عام 1917 يوم دخل الجنرال الانجليزي اللمبي على رأس القوات البريطانية الى القدس اثر هزيمة العثمانيين وانسحابهم من فلسطين وقال قولته المشهورة ابان الحرب العالمية الاولى ” اليوم انتهت الحروب الصليبية !” ، هي لاتعلم شيئا عن وعد بلفور 1917 ولاحرب 48 ولا عن ميليشيات وعصابات الصهاينة الاجرامية ولا عن المجازر المتتابعة التي ارتكبتها طيلة فترة الصراع الدامي لعل من ابرزها مجازر الطنطورة ودير ياسين وبحر البقر وغيرها الكثير ، وبالكاد تحتفظ الذاكرة الشبابية بمعلومات مشتتة وضئيلة جدا يكتنفها الكثير من الغموض عن معنى وتفاصيل صفقة القرن ، عن معنى مفهوم حل الدولتين ، عن محاولات هدم الاقصى المبارك تمهيدا لبناء هيكل سليمان المزعوم بدلا منه ، عن محاولات تهويد القدس ، عن هزيمة 67 التي اضاعت الاقصى والقدس والضفة الغربية وسيناء والجولان وأسبابها ، عن بناء ومفهوم المستوطنات لإحداث التغيير الديمغرافي ، عن سياسة الفصل العنصري (الأبارتيد) التي يمارسها الصهاينة للتطهير العرقي ضد العرب والمسلمين هناك ، لاتعلم شيئا عن سياسة تجريف المزارع وحرق البساتين وهدم المنازل والمساجد ومصادرة الاراضي والاوقاف الاسلامية والمسيحية وحرق المخطوطات هناك مشفوعة بتغيير المعالم والاسماء التأريخية ، هي لاتعلم شيئا عن اصل اليهود الصهانية في فلسطين حاليا وجلهم من المهاجرين واصولهم تعود الى ” السفارديم والاشكناز الاوربيين والمزراحي الشرقيين اضافة الى يهود الفلاشا الاثيوبيين ممن يعتقد معظم الشباب العرب ومن جراء الدعاية الاعلامية المضللة والغزو الفكري والشعوبي والاستشراقي بأنهم يقيمون هاهنا منذ مئات السنين وانهم من نسل اسحاق ويعقوب ومن اتباع موسى عليه السلام “، كما ان اكثرهم لايفرق بين اليهودية كدين سماوي وبين الصهيونية كحركة عنصرية شوفينية مقيتة، ولا يعلم معظمهم بإن هذا الكيان المسخ يعاني صراعا قوميا وفكريا ولغويا وثقافيا واجتماعيا داخليا بين مختلف الجنسيات والاعراق التي تشكل كيانه الهزيل ويهدد بتمزقه في فترة ما لامحالة لابد من فضحه تماما كما وصفهم القرآن الكريم ( بأسهم بينهم شديد، تحسبُهم جميعا وقلوبُهم شتى) .
كل تلكم المحاور تندرج بمجملها تحت عنوان جامع مانع الا وهو (( اعادة قراءة الصراع العربي -الصهيوني وتعريف المفاهيم وتوضيح المصطلحات وبيان خطر تزوير والعبث بالخرائط جيو سياسيا ))، اذ لابد من بيان وتوضيح :
– بداية هجرة اليهود بناء على خطة هرتزل الصهيونية من” الدياسبورا ” وارض الشتات في بقاع العالم المختلفة الى ما يسمى عندهم بأرض الميعاد التي تفيض عسلا او ” اهداء أرض بلا شعب الى شعب بلا ارض ” على وفق تعريفاتهم والتي اهداها اياهم الاستدمار البريطاني ضمن صفقة اهداء من لايملك الى من لايستحق !
– التفريق بين اليهودية والصهيونية .
– كيف بدأت الهجرة الصهيونية الى فلسطين وبمساعدة من ومتى تم ذلك ولماذا ؟
– من هم عرب 48 وماهو الحزام الاخضر ؟
– التعريف بالاشكناز والسفارديم والمزراحي والفلاشا وطبيعة الصراع العرقي والعنصري والفكري داخل الكيان المسخ .
– دور العصابات والميليشيات الصهيونية المؤدلجة والمسلحة في هجرة العرب ونكبتهم ونزوحهم عن مناطق سكناهم الى يومنا والحيلولة من دون رجوعهم الى مناطق سكناهم الاصلية والابقاء عليهم في دول اللجوء والمهجر ومخيمات الشتات مع الحرص على عدم تجنيسهم ولا تمليكهم هناك في دول اللجوء بذريعة حثهم على العودة مستقبلا ، فيما الحقيقة المؤلمة هنا هي لمواصلة اضعافهم واذلالهم واخضاعهم الى سياسة الامر الواقع ( لايفوتنا هاهنا ان التركيز على هذه المحاور المهمة بإمكانه ان يشرح للاجيال القادمة تفاصيل أحداث مؤسفة مشابهة بالقياس عليها حدثت وتحدث حاليا في العراق وسورية واليمن والصومال والسودان وليبيا ) .
– هل باع الفلسطينيون ارضهم فعلا ، ام انها الدعاية الصهيونية المضللة في محاولة منها لتسويغ الاحتفاظ والتصرف بالاراضي والممتلكات التي تم الاستيلاء عليها عنوة وسط صمت دولي مطبق ؟!
– التفريق بين قبة مسجد الصخرة والمسجد الاقصى وبيان لماذا تصر الفضائيات ووكالات الانباء على اظهار قبة الصخرة تحديدا على انها هي المسجد الاقصى !
– ما هي صفقة القرن وما تفاصيلها .
– ما هو مفهوم حل الدولتين وما هي بنوده .
– كارثة سياسة هدم المنازل والمساجد وتجريف الاراضي وحرق البساتين وتغيير الاسماء والعناوين ومصادرة الاوقاف وحرق المخطوطات وتزوير الخرائط .
– مصيبة العبث بالفلكلور والتراث الفلسطيني برمته حتى على مستوى الاكلات والازياء والموسيقى والامثال والحكم الشعبية والعمل على اظهار ذلك كله على انه في الاصل يهودي تم اقتباسه واستنساخه وانتحاله عربيا وليس العكس .
– ماهي المستوطنات ولماذا يشجع الكيان المسخ على بناء المزيد والمزيد منها ؟
– هل التطبيع مع الكيان وإتفاقات الصلح معه تمثل نهاية الحرب وبداية السلام والرخاء والازدهار فعلا كما تروج له الالة الاعلامية الصهيونية وذيولها واذرعها كذبا وبهتانا ، ام انه بمثابة خط الشروع الاول لصهينة المنطقة برمتها تمهيدا لإبتلاع ثرواتها ونهب خيراتها واستعباد شعوبها ولإعلان ما يسمى بدولة ” الاعور الدجال” وانطلاق الديانة الوهمية العالمية المسماة زورا بـ “الديانة الابراهيمية ” لمحو الاديان السماوية وكتبها المقدسة على سواء .اودعناكم اغاتي