في العراق ، لا نستغرب كثيرا مما يجري على الساحة العراقية ولا نفاجأ حتى من المفاجئات نفسها لانها ببساطة أضحت من البديهيات التي تتكرر يوميا وما أن تحدث حتى يطفو على سطحها السفهاء والمعتوهين من الساسة ممن التقطهم اربابهم ليصنعوا منهم ومن امثالهم ابواقا لترهاتهم وتخرصاتهم التي لا تغني ولا تسمن ولا تثير الا زوبعة في فنجان.
سعد المطلبي هو الأنموذج السيء لهؤلاء الساسة ، ذلك النكرة لم أجد له تأريخا مشرفا في عالم السياسية الذي تدرج فيه بين متسكع في اروقة وزارة الدولة للحوار الوطني ثم بوق من ابواق سيده المالكي الى سكير مخمور في مجلس محافظة بغداد ، فأي مجلس هذا الذي يرضى بمثله عضوا ؟.
منذ اكثر من اسبوع ارسل سعد طلبا الى قيادة عمليات بغداد بالسماح لاصحاب مخازن الكحول في العاصمة باعادة افتتاحها باسرع وقت ، متزامنا ذلك الطلب مع احياء شعائر زيارة الاربعين ، ضاربا بعرض الحائط قدسية الاشهر الحرم وفاجعة الأمام الحسين عليه السلام ، وغير آبه بتوصيات المرجعية ولا حتى محترما لمشاعر ملايين الناس التي سارت باتجاه قبلة الاحرار ، معللا ذلك بقوله ان بغداد يجب ان تكون مكانا للانفتاح وليس للانغلاق والتشدد الديني ، وكأن الحرية الانفتاح ارتبطتا بشرب الخمر واشاعة الفساد ، فأي منطق هذا يا معتوه؟!
وقبلها ارتكب المطلبي حماقة اخرى عندما اتهم حماية ( محمد الربيعي) العضو في مجلس محافظة بغداد بمحاولة اختطاف أحد المواطنين ، حيث انتحل صفة غير صفته فأدعى انه نائباً لرئيس اللجنة الأمنية ، وهو ليس بنائب لها وﻻ حتى عضواً فيها.
اليوم مجلس محافظة بغداد الذي داهن وناغم وجامل المعتوه سعد طيلة الاشهر الماضية متحملا خروقاته لنظامه الداخلي وسكره وعربدته وعدم احترامه لقدسية المؤسسة التي ينتمي اليها متمثلة بحكومة بغداد المحلية ، قد طفح به الكيل واضحى امام اختبار صعب فأما ان يرد اعتباره ويجعل حدا للمطلبي بمحاسبته وسحب العضوية منه لانه خرق النظام الداخلي الذي ينص على ان العضو المخل بشرط من شروطه يتعرض الى سحب الثقة منه بتصويت الاغلبية ، وليكون عبرة لامثاله من المعتوهين ، او أن يمررها دون اكتراث فتضيع هيبته وتسلب أرادته كحكومة محلية تمثل اهالي بغداد الكرام بجميع مشاربهم والوانهم وأطيافهم.