23 ديسمبر، 2024 11:24 م

المطلبي، والنار التي خلفت رمادا!

المطلبي، والنار التي خلفت رمادا!

كثيرة هي تصريحات النائب السابق، وعضو مجلس محافظة بغداد السيد سعد المطلبي؛ لكن أغرب تصريح له، هو ذلك التصريح الذي نشره موقع اليوم الثامن؛ ونقلته موسوعة النهرين، حيث يقول في تصريحه (( أنه طالب بإعادة فتح البارات في بغداد يوم الجمعة القادم ” ، مبينآ بأن ” يجب إعادة فتحها لإعتبارها أماكن ترفيهية سيما بعد انتهاء الزيارة الاربعينية)).
حسنا فعل السيد عضو مجلس محافظة بغداد، عندما إحترم مشاعر المسلمين، بتأخير مطالبته تلك لحين إنتهاء شعيرة زيارة الأربعين!، والتي ناهز زوار الإمام الحسين عليه السلام هذا العام قرابة 22مليون زائر.
وكنت أتمنى على السيد العضو لو أنه إنتظر الى أن تنتهي ذكرى وفاة الرسول الأعظم (عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم) والتي تصادف الأسبوع القادم؛ لكنه ولو أنه المواطن البغدادي الأصيل، فإنه يفكر في أن تكون مكانا للإنفتاح، بدلا من أن تكون منغلقة على نفسها، وكنت أود طرح سؤال على السيد المطلبي؛ وهو الرجل الذي يتحدر من جنوب العراق، وتحديدا العمارة، هل أن فتح تداول المشروبات في الأماكن العامة، دليل على عدم وجود تقييد من قبل السلطات لحرية المواطن؟ بئس التفكير الذي تفتق به ذهنك.
أحد النواب (والعجيب أنه من نفس كتلة السيد المطيلب، وهو إسم عائلة السيد سعد) أجرى إحصاء في محافظته، على عينة من أساتذة الجامعة، وخرج بنتيجة مفادها عدم رضاها عن الحكومة، ومع أنه في علم الإحصاء لايمكن الأخذ بهكذا عينة؛ لأن من شروط العينة أن تكون عشوائية لتشمل جميع أبناء المجتمع، فإني سأخذ عينة مشابهة لعينة النائب إياه، وسأقف على باب جامع الإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان في منطقة الأعظمية؛ والتي يقول السيد المطلبي أنه منها، وأسأل الداخل والخارج الى مسجد الإمام الأعظم، عن رأيه في أن يتم فتح مخازن بيع المشروبات الكحولية في منطقة الأعظمية؟ يا ترى ما سيكون ردة فعلهم تجاه هكذا سؤال؟، مع أنه إفتراضي، وليس له وجود على أرض الواقع!.
عودة الى تصريح السيد مطيلب، حيث يقول بأن مثل هكذا قرار، سيحد من عمليات الخطف والقتل، هل سمع أحدكم بمثل هذا هرطقات، ومن شخص يدعي بأنه مسؤول حكومي؟
من المعلوم أن تناول المشروبات الكحولية والمخدرات، يؤدي الى تحلل المجتمعات، وبالتالي كثرة الجرائم؛ بغض النظر عمن يرتكبها، وستحتاج الدولة لبسط الأمن والنظام فيها؛ الى إستخدام كافة الوسائل المتاحة لديها، وقد تؤدي في وقت من الأوقات حتى الى إستخدام القوة المفرطة، ومن ثم فإن قول السيد المطلبي، مردود عليه، والذي يسمعه يقول عنه بأن هذا كلام غير مسؤول، ينطقه شخص يدعي المسؤولية.
كلمة أخيرة للسيد سعد المطلبي، كنت أتمنى عليك وأنت الذي يحمل إسم آل المطلبي؛ ومنهم الدكتور مالك أستاذ اللغة العربية ومنهم المطلبي عبد الرزاق، وعبد الحسين، وهؤلاء من المثقفين العراقيين، أن لا ينزل بك الإسفاف الى هكذا منحدر؛ لكن حقيقة كما يقال في الأمثال (النار تخلف رماد).