18 ديسمبر، 2024 6:45 م

يقول أجدادنا المطر الخير ، ويؤكد صحة كلامهم الذِكر الحكيم (وخلقنا من الماء كل شيءٍ حي) ، والمطر نعمة في كل البلدان بما فيها بلاد الكفّار كما يقولون .. هذا القول المضحك الذي جعلنا أمّة ضحكت من جهلها الأمم رغم عراقة الحضارة وأصالة الخُلق ومنبع الثروات ، وصرنا نتحدث كثيراً عن مجد الماضي لأن الحاضر غير محبوب والمستقبل مرهون بالوعود والأكاذيب مثل نحارب الفساد ، نظام العراق ديمقراطي ، قمع الدكتاتورية ، وغيرها .

المطر خير ونعمة من الخالق الكريم لكنه صار نقمة من المسؤول البخيل الذي ينظر الى المال والإمتيازات والجاه ويظهر في اللقاءات الإعلامية يكذب على الشعب ، والغريب أن هذا المسؤول يصبح قديماً في المهنة فيرتقي إلى منصب أعلى ، وكل هؤلاء الناس يهابونه ويتذللون له، ولايسألون أنفسهم من هم المسؤولين عن ملفات الفساد ، ولماذا لازالت زخة مطر تغرق البيوت ببعض المناطق في زمن الهواتف النقالة والإنترنت الضوئي والتجارة الرقمية التي أبدع بها بلاد الكفار؟.

الأمطار لم تعد نعمة بالنسبة للناس البسطاء الذين تغرق منازلهم بالمياه الملوثة لأن البلدية وهيئة المجاري مقصّرة بواجبها الوظيفي ، ولم يعالجوا هذا الحال المائل وكأنه معضلة كبيرة .. للأسف هي نعمة للمسؤول الذي منذ أشهر وهو يصرّح برفع خزين المياه وتحسن الوضع المائي وانتعاش الاهوار ، ونجاح الخطة الزراعية ووفرة محصولي الحنطة والرز وإيصال مياه الشرب إلى المنازل ، فالمسؤولين عن الملف المائي عجزوا لسنوات عن معالجة شح المياه وضربه للأراضي التي اكتسحها الجفاف ونفقت بسببها الثروة السمكية والحيوانية ، فضلاً عن هجرة سكانها ، لتأتي الأمطار وتحل المشكلة بفطرة الخالق التي فطر الطبيعة عليها.