23 ديسمبر، 2024 7:34 ص

حيانا لايتم التركيز على أشياء بعينها أي لايضع الشاعر له خلفية قبل بدء الإنتاج ، ولربما أن تشتت الرؤى والأفكار يوديان إلى تشتت الغرض الذي من أجله يكتب النص ،

ولاشك أن هناك إيحاءات للذهن وإيحاءات بصرية وسمعية وكلها قد تستقل بمعانيها أو تتداخل بعضها مع البعض في المضمون الإفتراضي الذي يقرره كاتب النص سواء بالرمز او بالإيحاء أو بالتسلل البطىء للمعنى الأحادي التعبير أو مايسمى المعنى الخاص ، وهو اعتقادٌ بأن النص الحداثوي لابد أن يمر عبر تلك الآصرة عندما يتم تغييب وبقدر محسوب عاملا الزمان والمكان والإستعارات المفرطة والتشبيه المُمل والإيقاعية الإرغامية وكذلك محاولة الإنتقال بالمعنى قسريا إلى المعنى الرنان بالقفز فوق الإحساس بالكلمات ولا بقدراتها التعبيرية العاطفية أو ضمان إنسيابيةٍ أمثل لها إن أُستخدمت السخرية أو أُستخدمَ شكلٌ من أشكال الدراما الحزينة التي تُلتقط من السمع والبصر والذائقة الخفية ، لقد أشار رتشاردز بأن الكلمة تستطع أن تحمل ظلالا مختلفة من المعاني وأن مضامينها تنبسط أو تتحرك حسب

ماتقدمة وما سوف يتلى بعدها من ألفاظ أي أن هناك وأثناء عملية الخلق تطوران متصاحبان، تطور في اللغة يصاحبه تطور في الشعور مما يدفع بكاتب النص إلى معاينة جديدة لإسترساله وإلى التفريق بين النمو التلقائي والنمو المستحدث بإرادة المتغير الجديد في اللغة والشعور وهذا يعني أن الشاعر قد وجد مجالا جديدا لفقدان الطمأنينة أي السماح لبنية النص بتبني صراعا جديدا ليس بالضرورة أن يتفق مع عروضه التي قدمها مبكرا ، ونعتقدَ بأن النص بشموليته سيصب ضمن هذا المعنى ،

أن الشاعر في منحاه الجديد يعي ذاتيا كيفية فهم الأنماط السلوكية للكلمة وكيفية سرد بياناتها اللاإرادية وهو تبلورٌ فجائي يزيد المخيلة عمقا ويحررها من ثقلها غير المناسب وهذا يعني إنقاذها من البقاء في عاطفة مطلقة أو ضمن معرفة مقنعة بالقياسات والضوابط ،

ولعلَ إدراك تلك التراكيب وتلك الرؤى وتلك التصورات للحداثة الشعرية يتطلب من المتلقي فهما أوسع لطبيعة الجمال إن كان مخبوءا في الإيحاء أو في الغموض أو حتى في التغريب المقصود مادام الشعر منتجا غير ثابت مما تنتجه الحواس ،

إن الإحساس باللحظة المناسبة يعني الإحساس بالرهبة المناسبة لإدراك مالايُدرك من الخصائص المحورية لهذا العالم والتي تعكسها إداء أي من الموجودات المستخدمة حين يحسن إنتقائها وأتقانها بل وحين يحسن نقلها لمكانها المناسب

عبر تجديد تشوهها بتشوه مناسب لتخلق جمالها الذي تختاره ضمن قائمة الموضوعات الأبدية المفعمة بالحزن والموت والغياب ،

وهو عمل يترتب عليه أن يطرق الشاعرُ أكثر من باب في ذاته ليجد أن الجمال في كل مكان بدون أن يقرر أن ما يكتب عنه واقعاً أو أسطورة ،