17 نوفمبر، 2024 11:21 ص
Search
Close this search box.

المضطهد السياسي … قضية متى تنتهي

المضطهد السياسي … قضية متى تنتهي

إنه وباء! الذي اصاب مؤسساتنا الحكومية، حيث ما أن تستتب الأمور في وزارة ما؛ فتبدء المناصب والامتيازات والمنافع للتوزيع، لتختلط بالمبادئ فتلوثها، وتأتي بأنساق شخصيات مشوهة، أول ما تتنكر لمبادئ الوظيفة، التي وصفت بالخبرة والكفاءة ونحن هنا أمام نماذج من معارضين شتى، تحمّلوا ما تحملوه من أوزار التشريد، السجن، الأذى، الظلم، ابان النظام البائد نظام صدام حسين الدكتاتوري، الذي سقط سنة 2003 والذين يوصفون، انهم تعرضوا لاضطهاد ما بعده اضطهاد، ما إلى ذلك من توصيفات، وانه من حقهم الكثير من الامور منها، اضافة الخدمة، استلام المناصب، استلام جميع استحقاقتهم القانونية؛ التي شرعها وكفلها لهم الدستور فياخذونها، على حساب غيرهم من منتسبين ذوي خبرة وكفاءة، فتموت هنا موضوعة البناء الوظيفي، لتظهر لنا صراعات اسميها الصراعات من اجل البقاء لشعور الفئة اعلاه بالحرمان، وعليها التعويض؛ بالسرعة الممكنة وبوقت قياسي لكبر اعمارهم .

انها مشكلة اصابت مجتمعنا ، وبدات ظهور نتائجها منذ فترة، مشكلتنا الكبيرة في غياب الرقابة فالكثيرين ممن اعيدوا للوظيفة، كانوا بسبب الفصل السياسي فهل كان تدقيق اوراقهم مضبوط مئة بالمئة؟

لا ينتهي الامر؛ عند هذا الحد حيث يظهر مستفيدين جدد، في زمن قياسي بسبب بعض هؤلاء المضطهدين السياسيين، عائلاتهم أقرباؤهم، وموالوهم ومتملقوهم، فتاتي زوجة المضطهد السياسي واولاده واخوته وابناء عمومته وغيرهم، الذين لا شائبة على حصولهم على التعيين، بكل سهولة وبعد ذلك ستبدا عملية اضافة الخدمة، وبعد سنة او سنتين سيكون المنصب بانتظار العائلة الكريمة.

القصة بدأت بأخذ المنصب، والمشكلة ستكون بطريقة ادارة المضطهد للوظيفة فقد؛ يكون هذا المضطهد السياسي، قد عانى ما عانى نفسيا فتبدء ظهور علامات الوحشنة، الجنون، الصراخ وتقليل احترام باقي الموظفين، الذين سيكونون تحت امرته نعم! هذا ما نمر به يوميا نداري لشخص مريض نفسيا، يسبب باذية باقي المنتسبين، واذية المؤسسة الحكومية نفسها، ويبدا هدر المال العام بطريقة، او اخرى لعدم معرفته بالطريقة المثلى للادارة، فعلا انها وباء بدا يسقط جدران واعمدة بناء المؤسسات الحكومية فنزعة الانتقام التي اكتوَوْا بنيرانها سينتجونها وسيمنحونها بركات الشرعية.

يبدا صراع البقاء، ويا ليت التصارع بشرف وبكفاءة… للأسف التصارع، بأن يبذل المتصارع كل ما لديه من مكيدة وعنف وقوة ومقدرة على الوصول إلى المنصب تلو الاخر وابعاد كل من يكون بطريقه من المهنيين… لتصبح قضيته هي الصراع على الكرسي، صراع على الانتهازية والمحسوبية وقزم القضية في هذا النطاق الضيق، ولطالما هناك صراع سياسي وسباق محموم نحو المناصب، ستستمر القضية في الانهيار .

وصلنا اليوم إلى نتيجة مرّة، لن نخرج منها، هناك صراعات على اصغر منصب في دوائرنا الحكومية، من اطراف يعتبرون انفسهم مظلومين سابقا وقيادات محنكّة، ولن يتركوها لغيرهم لان مشرعّة، لهم دستوريا.

عزيزي المفصول السياسي الأصيل انا لا أقصدك في مقالتي وإنما اقصد الطارئين الذين حشروه أنفسهم معك .

وخوفنا الكبير ان سياتي يوما ونسمع بالمضطهد الداعشي الذي سيكمل القصة والله الستار على عراقنا الغالي .

أحدث المقالات