22 ديسمبر، 2024 6:49 م

المصداقية الغائبة والنفاق المستقيد!!

المصداقية الغائبة والنفاق المستقيد!!

الكثيرون ممن كانوا ضد الوضع الراهن , ما أن صارت الرواتب الخيالية تأتيهم وهم ليسوا بحاجة إليها , وإذا بهم من أشرس المدافعين عما كانوا ضده.
والبعض كانت أصواتهم عالية ونقدهم لاذع , وما أن أصبحوا أعضاءً في مجلس النواب , حتى صاروا يدينون بالدفاع عن أولياء نعمتهم , ويذودون عن إمتيازاتهم , وما يغنمون.
هذه سلوكيات سائدة في مجتمعات يُراد لها أن تكون أفضل وهي غيض من فيض.
أما لعبة السادة والمشايخ فحدث ولا حرج!!
فالمجتمعات تزدحم بالدواوين التي لديها مخصصات , ولرؤوسائها رواتب وإمتيازات وحمايات , فكيف تريد مجتمعا معاصرا , وآليات التركيع والتخنيع , وشراء الذمم تجري فيه على قدم وساق؟
مجتمعات مرهونة بعمائم تحكم بإسم ربها الأكبر الكبير , وعلى الناس أن تتبع وترتع في ميادين القطيع , وتحسب الجهل من الإيمان , والتبعية دينا قويما.
ربما الباب مفتوح لما لا يحصى من الرؤى والتأويلات المشوشة , والحقيقة أنها لعبة إفتراسية , يتم تمريرها على الأجيال تلو الأجيال , وهي آفة متوطنة , تنخر وجود العزة والكرامة والسيادة.
فمنذ نهاية الحرب العالمية الأولى ومجتمعات الأمة في دوامة الإمتهان والإنهراس , والإستلاب والإستعمار الغير مباشر والمباشر , ولهذا ثرواتها وفيرة وشعوبها فقيرة , ولا يزال الحبل على الجرار , وما حظيت دول الأمة بأنظمة تعز المواطن وتهتم بقيمته وحقوقه.
فمفاهيم شرائع الغاب سائدة , القوي يمتهن الضعيف , وكل نظام حكم يدمر ما أنجزه سابقه , والروح الإنتقامية والعدوانية تسري في دنيا الكراسي المحكومة بأسيادها , والمكلفة بتأمين مصالح الآخرين , وتنفيذ مشاريعهم إلى حين.
والحقيقة الدامغة المرعبة , تتلخص بعدم وجود حرية تقرير المصير وإتخاذ القرار السيادي السليم , والطامعون بالبلاد والعباد , يحثون الأنظمة على بناء المعتقلات والسجون , وصناعة أسباب الفرقة والكراهية بين المواطنين , وصار الدين أمضى سلاح مبين.
فإلى متى نبقى نرقص على إيقاعات دفوف الآخرين؟!!