بسم الله الرحمن الرحيم
((ان الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء انما أمرهم الى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون ))…..
صدق الله العظيم
حفزتني كلمة السيد رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم ألجبوري بدعوته الصادقة للمصالحة الوطنية وهو يناشد السياسيين الأفاضل ويتوجه بخطابه لكل العراقيين الأصلاء من خلالهم ونحن في زمن بأمس الحاجة الى وحدتنا ولم شعثنا وتضميد جراحاتنا التي تعمقت من جراء هذه الفتن ماظهر منها ومابطن ووصلت حد التقاتل بين ابناء الوطن الواحد …ولكن البعض منهم يرفض هذه المبادرة بل يقف بالضد من كل محاولة للصلح بين الفرقاء وخصوصا من المشاركين في عمليتنا السياسية الموقرة ولم يكتف البعض بالصمت او تجاوز الدعوة او التغاضي عنها بل راح يقيم المؤتمرات الصحفية ليعلن من عدم جدوى هذه المصالحة وهذا البعض ….وأذ أتحدث خارج الأسماء.. ..فالمتابع لشأننا يستطيع ان يميزهم واحدا واحدا فهم ممن يرفضون التصالح ويبررون التناحر يريدون ان تبقى الخلافات مشتعلة فبقاؤهم بسعيرها وأمتيازهم السياسي طبعا بجدواها ونار حطبها وابعادها وهم مثلما نراهم يتناوبون ويتقافزون في الفضائيات وبرامجها السياسية اثقلوا سمعنا وابصارنا ومللنا من تكرار أوجههم الصارخة في شاشاتنا …..
ونعلم ان مثل هؤلاء لا يروق لهم عراق موحد آمن مستقر فالطائفية السياسية فكرتهم وستراتيجيتهم وتكتيكهم ..وأعمتهم كثرتهم وأرتباطاتهم القريبة والبعيدة وتمويلهم المستمر من دول الجوالر وكل.أنواع.الدعم وأخذتهم العزة بالآثام الطائفية …مرة يصرخون بالاغلبية السياسية …وتارة بالمظلومية …سواء من النظام السابق .اواللاحق ..او من التأريخ القريب او البعيد …أوعلى أبسط حال الاتهامات الجاهزة …وهم لا يمكنهم ان يتعايشوا مع واقع المصالحة الوطنية الصحيحة وأجواء الألفة والمحبة او يمارسوا طقوس التقارب والانفتاح والاخاء ….ليس في قاموسهم غير الفوضى وخلط الأوراق والصياح والعياط وليس لهم اوراق جديدة ولا تقليب صفحات جديدة سوى صفقات تعلن عند الضرورة القصوى ويتحدثون بكل نظريات المؤامرة …وصحفهم تعكس أرتباطاتهم وتفضحهم ألسنتهم الصاعقة بمانشيتات جرائدهم….وأذا اراد السيد رئيس الجمهورية مثلا ان يجمع الشمل بمبادرة كريمة أو يتجاوز سخطهم بأتخاذه موقفا يخدم المصالحة وهو صوت العراق السياسي الأعلى كأنه خان أمانتهم في محاولته هذه .. وصعق دستورهم الذي يطبقونه عند الحاجة .وحسب أهوائهم ….
ويعيدون الكرة مع كل من يدعو الى هذا الشأن والى أية دعوة صادقة للمصالحة والتسامح وفتح صفحات جديدة …بل يسخرون ويستهزئون من كل نداء وكل مبادرة شريفة ونبيلة بهذا الخصوص وتراهم أعلنوها صراحة ووصفوها بأوصاف لاتليق بوحدة الشعب ولا بهم كسياسين يمثلون أفراد الشعب…ولاتخدم المصلحة العامة للبلاد ….وحينما ينبشون بالتأريخ بأدعاتتهم لكتابته من جديد فهم يفجرون قنابل موقوتة تشتتهم قبل غيرهم ….وتتفجر بهم وبغيهم …وهم بعبثهم هذا انما يعبرون عن انتهازية صارخة ووصولية دنيئة ويحرقون الحاضر ويسدون ابواب المستقبل …ولا يتعضون من تجارب الشعوب الذي اكلتها الحروب الاهلية وعادت الى رشدها والامثلة كثيرة من اسبانيا في اوربا الى جنوب افريقيا والهند وغيرها …لا ادري هل هم لا يقرؤون والناس تنادي بأعلى صوتها وتصرخ بأوجههم ولايكفيهم ماسال من أنهار الدماء …
والحقيقة ان التحرك بهذا الاتجاه كان من دون أرضية ثقافية وفكرية لهذه القضية المهمة ولم يصحبه وعي وأدراك لمدى خطورة هذا الموضوع وظل أ صحاب الشأن يعتمد ون على السياسيين في هذا الموضوع المهم …وخصوصا سياسينا الذين جربنا رغبتهم او رفضهم طيلة العشر سنوات الماضية و فشلوا فشلا ذريعا وماصرف من مبالغ ذهبت في جيوب الفساد الذي استشرى في البلاد من جراء هذه السياسات الخاطئة حتى الوزارات التي شكلت لهذا الموضوع كانت دون جدوى او حتى أستحداث وظيفة نائب الجمهورية للمصالحة الوطنية وكلها أساليب لاموضوعية في المعالجة والتصدي
لمثل هذه المسألة الخطيرة والتي اوصلتنا الى نفق مظلم وان نفقد ثلث اراضينا ونحن نعلم ان الحكمة غابت عن عقول الذين كانت المسؤوية في عاتقهم ….وانتهازيتهم سيطرت على تصرفاتهم .والتي جعلتهم يمارسون ابشع الممارسات الطائفية .وتركوا دون محاسبة من السلطة التشريعية السابقة …وحولوا ابناء البلد الواحد الى كتل تتقاتل وهم يصبون الزيت في هذه النار التي ستحرق الاخضر واليابس …وما خطبهم التي عبرت عن سذاجتهم ودناءتهم في والأتهام الصارخ والتجريم لكل دعوات الخير ولكل من يريد الأصلاح والصلاح والسلام .فماذا جنينا ايها السادة …غير ان نقرأ صحفا تتقاتل وفضائيات تتناحر وحوارات تزيد من حالة الاحتقان …وشارع يتازم وبيوت تتهدم وجوامع وصوامع وكنائس تعدم ومدارس وجامعات ليس فيها معنى للاخوة والسلام والامان ….وفساد ينخر جسد دولتنا …وليس ثمة ثقافة ولا فنون تدعم الوعي ان وجد..!!….
لماذا ايها السادة …لاننا قدمنا الطائفي المتشدد على الأنسان العالم …والحريص ….و.المؤمن ….والشريف …..والذي يعلن حربه علانية للطرف الاخر ويحوله الى عدوله …والادنى من كل هذا ثقافة الميلشيات …التي يبررها .ويفرضها …ويتحدى بها العالم والوطن والناس ….ونحن من جانبنا مللنا الكتابة بهذا الجانب وكأننا في وادي وهم في آخر …..وانهي مقالتي مثلما بدأت بكلمات الله التامات ….ولعل الذكرى تنفع المؤمنين الصادقين …..
بسم الله الرحمن الرحيم
((فلا وربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ))
صدق الله العظيم