23 ديسمبر، 2024 2:12 م

المصالحة الوطنية..ليست شعارا يرفع بل عن الظلم نترفع!!

المصالحة الوطنية..ليست شعارا يرفع بل عن الظلم نترفع!!

من من العراقيين قبل عقد من الزمان كان يتوقع ان تصل الامور فيما بينهم الى ان يتقاتلوا ويذبح بعضهم بعضا، بهذه الطريقة المفجعة والأليمة التي هي عليها الان؟

كان العراقيون جميعا إخوة متحابين ، يجمعهم حب الوطن وروعة الانتماء لهذا البلد الطاهر ، المليء بكل الصفحات المشرقة في تاريخه عبر مئات القرون والحقب التي تملأ القلب بكل ما يسر وما يفخر.

أما في عالم اليوم فقد وصلت فيه السكاكين الى الرقاب والوطن سالت فيه الدماء براكين ، بعد ان عاث فيه الساسة خرابا ودمارا وقتلا وترويعا وما زال البعض حتى هذه الساعة  لم يشبع ولم يرتو من الرغبة في الانتقام!!

الانتقام ممن ؟ من إخوة عراقيين متآلفين متحابين يشارك الجار افراح جيرانه ومآسيه، ويقف البعض الى جانب البعض الاخر في الافراح والمسرات وفي الشدائد والملمات!!

كان العراقيون معادن من ذهب في التسابق على المكارم وما يسر الخواطر وما يرفع الرؤوس الشامخات الى السماء!!

كانوا وكانوا، يعرفهم القاصي والداني ، يعرفهم العرب والاعاجم والدول الاخرى وبعضهم دول كبرى كانت تضع للعراقيين الف حساب، وهم علية القوم وسادتها وشموخ كل متطلع الى الخير والفضيلة..

أما اليوم فالأمر مختلف تماما، بل انقلبت الاوضاع عليهم رأسا على عقب واختلط عليهم الحابل بالنابل، بعد ان رفعت الطائفية والمذهبية شعارات تسوق كل يوم، ويذبح من أجلها عشرات الالوف من العراقيين دون سبب مقنع أو ذريعة وجيهة أو مبرر مقبول!!

أجل يذبح العراقيون لأن الانتقام كان اللغة الوحيدة التي رفعها ساسة اليوم شعارا لهم ، وهم من حرضوا على قتل الالاف منهم لمجرد انهم عراقيون لايرضوا للأغراب ان يتحكموا في بلدنا ، وهم من دفعتهم الاقدار اللعينة ليتولوا زمام الامور في هذا البلد!!

لا أحد من السياسيين يرضى في داخل نفسه ان يتصالح العراقيون ويعودوا الى رشدهم بعد أن أضل كثير منهم الطريق المستقيمة وركبوا طيشهم وغرورهم تحت دوافع مذهبية أو طائفية، لم يكن يعرفها العراقيون حتى قبل عقد من الزمان!!

أجل لا أحد من ساسة اليوم الا القلة القليلة ممن لم تلوثهم سوق النخاسة يتمنى ان يتصالح العراقيون لأن في مصالحتهم نهاية للطائفيين والمذهبيين وقادة الميليشيات وفرق الموت ومن ارتضوا اشعال حروب داحس والغبراء واحالوا بلدهم الى خراب ودمار!!

قلة قليلة من ساسة العراق ، من يؤمن بإمكان تحقيق المصالحة الوطنية ، ولو في حدها الادنى ، لأن عتاد السياسة وكبار قادتها والغارقون في مستنقع الطائفية وبراكين الفساد يرون ان تحقيق المصالحة الوطنية نهاية عهدهم وطغيانهم وفسادهم وقرفهم ، وارتكابهم الموبقات بحق ابناء شعبهم ، حتى احالوا بلدهم الى كل ما يدمي القلوب وتقشعر منه الابدان!!

المصالحة في نظر هؤلاء الساسة مجرد شعارات ترفع وبضاعة أريد تسويقها في سوق النخاسة، ولا أحد منهم الا القلة القليلة يرضى بأن يتصالح العراقيون فيما بينهم ويعودوا الى حالتهم السوية التي كانوا عليها قبل عمليتهم السياسية القبيحة!!

المصالحة من وجهة نظر هؤلاء الساسة تتحقق فقط بين طوابير المفسدين والقتلة والمجرمين بعد ان تقاسموا غنائم البلد وسرقوا ثروة البلد وبقيت خزائنهم خاوية عروشها، تبكي عليها الاطلال الدارسة!!

المصالحة الوطنية تتحقق يوم يودع ساسة اليوم عروش امبراطورية القتل والفساد والرذيلة وانتهاك الكرامات، ويعود العراقيون يحكمون أنفسهم بأنفسهم، لا ان تقودهم هذه الجهة الدولية أو الاقليمية او تلك وتتحكم في رقاب شعبهم ومصير بلدهم!!

المصالحة الوطنية تعود الى سابق عهدها عندما يتولى اخيار البلد ومن لديهم حس وطني وشعور بالكرامة والمترفعون عن تلويث سمعتهم ، ومن يخشى في الله لومة لائم ، ويحترم مشاعر العراقيين التي هدرت كراماتهم ولم يتبق لهم من كرامة!!

المصالحة الوطنية تتحقق عندما ترفع إمرأة عراقية غيورة شجاعة تتقدم الصفوف صوتها ، وتقول : ياويلتاه على بلدي، من ينصرني لنعيد له الشرف اليعربي والكرامة المسلوبة، وتنتخي بالرجال الرجال، لكي يعيدوا قيادة البلد ، ويصحو الضمير العراقي باجمعه ويترك ساسة اليوم، سوق السياسة ونخاستهم القذرة، ليبنوا وطنا يتسع للجميع,وللعراقيين من كل الاطياف والالوان والملل والمكونات، بلا غش ولا تسويق دعائي رخيص او مزايدة علنية في أسواق الدعارة!!

بل ان في داخل حتى بائعات الهوى ومن امتهن السمسرة بأجسادهن بقايا شرف يمكن ان يعدن للوطن بعض بهائه ورونقه ان تخلين عن ارتمائهن تحت ضغط الاقدار اللعينة وتبن وعدن لكي يتم انقاذ الوطن المستباح ، عندما نغسل عار الخيانة والرذيلة لكي يعود الشرف العربي الرفيع الى سابق عهده!!

وهنا أود ان أضع بينكم بعض مما تفتقت به عبقرية المتنبي عن الشرف العربي فيقول:

وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً              وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ

ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ        وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ

لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى      حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ

أجل ، لايتوقع الكثيرون ان تتحقق مصالحة وطنية في وقت قريب، لأن رغبة البعض في الانتقام من الآخر لم تجف بحورها، وما زال البعض من المتاجرين بالسياسة لم يجف طمعه في الارتواء من دماء العراقيين، وهو يرى في قتلهم وترويعهم وتهجيرهم ملذة يجني منها فوائد جمة وثروات لاتعد!!

المصالحة الوطنية تتحقق يوم يثأر العراقيون لشرفهم المستباح ووطنهم المشرد أهاليه، ويعيدوا الابتسامة على وجوه العراقيين ، وهم الرجال الاخيار الذين تعلق عليهم الآمال في انتشال أعراضهم وناسهم وشرف العراقيات ومصير بلدهم من الامتهان!!

أما مصالحة اليوم..فهي ليست مصالحة، بل مناطحة ثيران ، تريد ان تقضي على كل أمل للعراقيين بأن يتحابوا وتتصافى قلوبهم ويعودوا كما كانوا إخوة متحابين يجمعهم حب العراق وكل هذه  الركائز الثمينة من مقدساته ومن اؤليائه الذين تنعم بهم أرض العراق..

المصالحة تتحقق عندما تعانق الانبار الناصرية وكربلاء والسليمانية وتتعانق ميسان ديالى واربيل والبصرة ، وتعانق السماوة صلاح الدين ونينوى والديوانية ، عندها يكون أمر تحقيق هذه المصالحة أسهل علينا ربما من شرب الماء!!

المصالحة الوطنية..ليست شعارا يرفع بل عن الظلم نترفع!!
من من العراقيين قبل عقد من الزمان كان يتوقع ان تصل الامور فيما بينهم الى ان يتقاتلوا ويذبح بعضهم بعضا، بهذه الطريقة المفجعة والأليمة التي هي عليها الان؟

كان العراقيون جميعا إخوة متحابين ، يجمعهم حب الوطن وروعة الانتماء لهذا البلد الطاهر ، المليء بكل الصفحات المشرقة في تاريخه عبر مئات القرون والحقب التي تملأ القلب بكل ما يسر وما يفخر.

أما في عالم اليوم فقد وصلت فيه السكاكين الى الرقاب والوطن سالت فيه الدماء براكين ، بعد ان عاث فيه الساسة خرابا ودمارا وقتلا وترويعا وما زال البعض حتى هذه الساعة  لم يشبع ولم يرتو من الرغبة في الانتقام!!

الانتقام ممن ؟ من إخوة عراقيين متآلفين متحابين يشارك الجار افراح جيرانه ومآسيه، ويقف البعض الى جانب البعض الاخر في الافراح والمسرات وفي الشدائد والملمات!!

كان العراقيون معادن من ذهب في التسابق على المكارم وما يسر الخواطر وما يرفع الرؤوس الشامخات الى السماء!!

كانوا وكانوا، يعرفهم القاصي والداني ، يعرفهم العرب والاعاجم والدول الاخرى وبعضهم دول كبرى كانت تضع للعراقيين الف حساب، وهم علية القوم وسادتها وشموخ كل متطلع الى الخير والفضيلة..

أما اليوم فالأمر مختلف تماما، بل انقلبت الاوضاع عليهم رأسا على عقب واختلط عليهم الحابل بالنابل، بعد ان رفعت الطائفية والمذهبية شعارات تسوق كل يوم، ويذبح من أجلها عشرات الالوف من العراقيين دون سبب مقنع أو ذريعة وجيهة أو مبرر مقبول!!

أجل يذبح العراقيون لأن الانتقام كان اللغة الوحيدة التي رفعها ساسة اليوم شعارا لهم ، وهم من حرضوا على قتل الالاف منهم لمجرد انهم عراقيون لايرضوا للأغراب ان يتحكموا في بلدنا ، وهم من دفعتهم الاقدار اللعينة ليتولوا زمام الامور في هذا البلد!!

لا أحد من السياسيين يرضى في داخل نفسه ان يتصالح العراقيون ويعودوا الى رشدهم بعد أن أضل كثير منهم الطريق المستقيمة وركبوا طيشهم وغرورهم تحت دوافع مذهبية أو طائفية، لم يكن يعرفها العراقيون حتى قبل عقد من الزمان!!

أجل لا أحد من ساسة اليوم الا القلة القليلة ممن لم تلوثهم سوق النخاسة يتمنى ان يتصالح العراقيون لأن في مصالحتهم نهاية للطائفيين والمذهبيين وقادة الميليشيات وفرق الموت ومن ارتضوا اشعال حروب داحس والغبراء واحالوا بلدهم الى خراب ودمار!!

قلة قليلة من ساسة العراق ، من يؤمن بإمكان تحقيق المصالحة الوطنية ، ولو في حدها الادنى ، لأن عتاد السياسة وكبار قادتها والغارقون في مستنقع الطائفية وبراكين الفساد يرون ان تحقيق المصالحة الوطنية نهاية عهدهم وطغيانهم وفسادهم وقرفهم ، وارتكابهم الموبقات بحق ابناء شعبهم ، حتى احالوا بلدهم الى كل ما يدمي القلوب وتقشعر منه الابدان!!

المصالحة في نظر هؤلاء الساسة مجرد شعارات ترفع وبضاعة أريد تسويقها في سوق النخاسة، ولا أحد منهم الا القلة القليلة يرضى بأن يتصالح العراقيون فيما بينهم ويعودوا الى حالتهم السوية التي كانوا عليها قبل عمليتهم السياسية القبيحة!!

المصالحة من وجهة نظر هؤلاء الساسة تتحقق فقط بين طوابير المفسدين والقتلة والمجرمين بعد ان تقاسموا غنائم البلد وسرقوا ثروة البلد وبقيت خزائنهم خاوية عروشها، تبكي عليها الاطلال الدارسة!!

المصالحة الوطنية تتحقق يوم يودع ساسة اليوم عروش امبراطورية القتل والفساد والرذيلة وانتهاك الكرامات، ويعود العراقيون يحكمون أنفسهم بأنفسهم، لا ان تقودهم هذه الجهة الدولية أو الاقليمية او تلك وتتحكم في رقاب شعبهم ومصير بلدهم!!

المصالحة الوطنية تعود الى سابق عهدها عندما يتولى اخيار البلد ومن لديهم حس وطني وشعور بالكرامة والمترفعون عن تلويث سمعتهم ، ومن يخشى في الله لومة لائم ، ويحترم مشاعر العراقيين التي هدرت كراماتهم ولم يتبق لهم من كرامة!!

المصالحة الوطنية تتحقق عندما ترفع إمرأة عراقية غيورة شجاعة تتقدم الصفوف صوتها ، وتقول : ياويلتاه على بلدي، من ينصرني لنعيد له الشرف اليعربي والكرامة المسلوبة، وتنتخي بالرجال الرجال، لكي يعيدوا قيادة البلد ، ويصحو الضمير العراقي باجمعه ويترك ساسة اليوم، سوق السياسة ونخاستهم القذرة، ليبنوا وطنا يتسع للجميع,وللعراقيين من كل الاطياف والالوان والملل والمكونات، بلا غش ولا تسويق دعائي رخيص او مزايدة علنية في أسواق الدعارة!!

بل ان في داخل حتى بائعات الهوى ومن امتهن السمسرة بأجسادهن بقايا شرف يمكن ان يعدن للوطن بعض بهائه ورونقه ان تخلين عن ارتمائهن تحت ضغط الاقدار اللعينة وتبن وعدن لكي يتم انقاذ الوطن المستباح ، عندما نغسل عار الخيانة والرذيلة لكي يعود الشرف العربي الرفيع الى سابق عهده!!

وهنا أود ان أضع بينكم بعض مما تفتقت به عبقرية المتنبي عن الشرف العربي فيقول:

وَالهَمُّ يَخْتَرِمُ الجَسيمَ نَحَافَةً              وَيُشيبُ نَاصِيَةَ الصّبيّ وَيُهرِمُ

ذو العَقلِ يَشقَى في النّعيمِ بعَقْلِهِ        وَأخو الجَهالَةِ في الشّقاوَةِ يَنعَمُ

لا يَسلَمُ الشّرَفُ الرّفيعُ منَ الأذى      حتى يُرَاقَ عَلى جَوَانِبِهِ الدّمُ

أجل ، لايتوقع الكثيرون ان تتحقق مصالحة وطنية في وقت قريب، لأن رغبة البعض في الانتقام من الآخر لم تجف بحورها، وما زال البعض من المتاجرين بالسياسة لم يجف طمعه في الارتواء من دماء العراقيين، وهو يرى في قتلهم وترويعهم وتهجيرهم ملذة يجني منها فوائد جمة وثروات لاتعد!!

المصالحة الوطنية تتحقق يوم يثأر العراقيون لشرفهم المستباح ووطنهم المشرد أهاليه، ويعيدوا الابتسامة على وجوه العراقيين ، وهم الرجال الاخيار الذين تعلق عليهم الآمال في انتشال أعراضهم وناسهم وشرف العراقيات ومصير بلدهم من الامتهان!!

أما مصالحة اليوم..فهي ليست مصالحة، بل مناطحة ثيران ، تريد ان تقضي على كل أمل للعراقيين بأن يتحابوا وتتصافى قلوبهم ويعودوا كما كانوا إخوة متحابين يجمعهم حب العراق وكل هذه  الركائز الثمينة من مقدساته ومن اؤليائه الذين تنعم بهم أرض العراق..

المصالحة تتحقق عندما تعانق الانبار الناصرية وكربلاء والسليمانية وتتعانق ميسان ديالى واربيل والبصرة ، وتعانق السماوة صلاح الدين ونينوى والديوانية ، عندها يكون أمر تحقيق هذه المصالحة أسهل علينا ربما من شرب الماء!!