23 ديسمبر، 2024 1:29 ص

المصالحة الوطنية سلاح يخيف الدواعش

المصالحة الوطنية سلاح يخيف الدواعش

لنا ان نقف قليلاً. لنراجع الماضي ، ونبحث عن الحاضر ، ثم نرتب المستقبل ، من اجل ان ننجح علينا توحيد الجهود للظفر والإجهاز على مصالحة وطنية شاملة تبدأ بالصفح والعفو بروح التسامح واستثمار كل ما موجود أمامنا من فرص ذهبية تكون بمثابة إطار عام يحدد خطوطه العريضة لرسم اهم العناصر المهمة لهذا الموضوع الواسع ، لذا ما نرمي اليه ان نبصر معا مواطن الخطأ فنتجنبها ومواطن الفتنة فنتقيها ونبتعد بأنفسنا وأهلنا وبلدنا عما يسي الى مصالحتنا الوطنية . التركيز الجاد على ملف المصالحة الوطنية وجعله نقطة الانطلاق لتغيير معالم التشويه التي رافقت العملية السياسية ، عندما نقرا ونتفحص برنامج الحكومة الجديدة نشاهد علاجات واقعية لبعض الأمراض التي أصبحت مزمنة بسب تفاقم هذه الأمراض دون النظر لها بأنها تصيب جسد العراق الواحد ، ان احد اهم العلاجات هي المصالحة الوطنية الحقيقية المغيبة والمستغلة من قبل القوى الظلامية والإرهابية اداة لتمزيق بلد بحجم العراق وتاريخه وارثه الحضاري والفكري وامتداده العربي والإسلامي ، وباسم الدين والمذهب نقتل أنفسنا تحت مسميات وعناوين مختلفة داخلية وخارجية كالدولة الاسلامية القاعدة وتارة اخرى تتوسع وتتحد باسم دولة العراق والشام داعش !! وهذه القوى بالدم والقتل تجتمع وتتصالح ونحن بكل ما نملك من تاريخ وحضارة وتقاليد ومصاهرة ومواقف وزاد وملح نختلف !! وهناك قوى دولية تشكل تحالف وتعد العدة وتتسلح وتجهز المليارات وتحصل على موافقات من مثلي شعوبها لتحارب وتبعد ضرر الإرهاب عن بلدانها او من باب حماية الانسانية او حتى من اجل تحقيق مكاسب مادية تدر نفعاً شخصيا للدول الكبرى لتنشيط سوق السلاح وسيطرتهم على مقدرات وخيرات البلدان الاخرى ، رغم كل ما يحصل نحن العراقيين نختلف ونتصارع في ما بيننا ونتهم بعضنا البعض ونقتل بعضنا البعض ونتامر في ما بيننا ونتمسك بالمخالفة الوطنية ونترك للاعدائنا المصالحة ، إن فكرة الهيمنة أو السيطرة والانفراد تعد عقبة رئيسة في سبيل تحقيق المصالحة، ما يمنع أبناء الوطن من تخطي الأزمات وتجاوز العقبات التي سببها التحول والانتقال من عالم الاستبداد إلى عالم الحرية، كما نراه في البرنامج الذي أعده رئيس مجلس الوزراء العبادي وأختيار شخصية وطنية مشهود لها بالاعتدال لتولي ملف المصالحة الوطنية وهو الدكتور اياد علاوي يبعث الأمل ويعكس ما كان موجود من رغبة في الاستحواذ و الامتلاك في الحكومة السابقة قد خلقت أجواء من عدم الثقة وتسببت بالاحتقان والاستقطاب الا وطني ، وعلية وبعد توفر البرنامج والشخصية الوطنية والأمل لا بد من إقامة مجتمع المراقبة وتأمين المشاركة الحقيقية دون إقصاء أو عزل او تهميش ، واليقظة من تحويل الديمقراطية إلى استبدادية عددية؛ فالوطن لكل المواطنين أسياد وأحرار لهم نفس الواجبات ونفس الحقوق. هذا هو المنطق الذي يحكم صلب المصالحة الوطنية لأنه يعيد الحقوق لأصحابها ويعلي من شأن الإنسان ويكرس الوطن كحاضن وجامع وحامٍ للجميع دون استثناء. وعلية فالتغيير السياسي والإصلاح وحده لا يكفي للانتقال إلى حالة الاستقرار والأمن الاجتماعي إذ تشكل المصالحات الوطنية إجراءً ضروريا وحاجة ملحة لإتمام الانتقال والتغيير ومن أهمها التصالح مع الذات ومن ثم المواجهة بيد عراقية واحدة لكل من أراد السوء للأرض وشعب العراق