23 ديسمبر، 2024 5:21 ص

المصالحة الوطنية..الشعب متصالح لكن السياسيين يرفضونها!!

المصالحة الوطنية..الشعب متصالح لكن السياسيين يرفضونها!!

لا أحد من الشعب العراقي يرفض المصالحة الوطنية، ان لم يكن الشعب العراقي متصالح مع نفسه ومع باقي المكونات العراقية، لكن السياسيين هم من يؤخرون أي مسعى باتجاه المصالحة، وبأن يحقق للعراقيين قدر من الأمن والاستقرار.
لقد اكد نائب رئيس الجمهورية اسامة النجيفي خلال لقائه علماء المجمع الفقهي العراقي اهمية ان يجد السياسيون ورجالات الدين الفرص الملائمة للتقارب وتوسيع مفهوم التعايش بين المكونات، واذا اسهم السياسيون ورجال الدين في هذه المهمة فانه بالامكان تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة، التي ستكون عونا للعراقيين في تفادي ازماتهم ومواجهة داعش وكل انواع الارهاب والحاق الهزيمة بهؤلاء جميعا من خلال وحدتهم وتضامنهم وتكاتفهم لمواجهة الازمات.
إسألوا أي عراقي من أي مكون كان، هل لديك أي مشكلة في التعايش بين العراقيين وهل شعب العراق هو من يرفض المصالحة، ام أن كبار السياسيين ومن يتحكمون برقاب الشعب هم من يحولون دون تحقيق تلك الامنية بأن يجد الشعب نفسه متصالحا مع الاخرين ومع السياسيين فيما بينهم، ومع هذا لايجد السياسيون ان من مصلحتهم ان تتحقق المصالحة لانه في تحقيقها ينتهي دور كثير من الزعامات السياسية والدينية، وفي ظل وجود شعب متصالح مع نفسه يكون السياسي قد خسر تجارته في تأجيج الحروب الطائفية وفي ابقاء الازمات وعمليات القتل والارهاب في أعلى مراحلها لانهم يجدون فيها انتعاشهم وضرورة وجودهم على كراسي السلطة لفترة اطول.
من يرفض من الشعب التعايش مع من من العراقيين، الذين ليس لديهم أي مصلحة في بقاء الاوضاع مشحونة باجواء الرعب والدمار، وانهم يجدون في تحقيق قدر من الانفراج بين السياسيين هو من يعود عليهم بفائدة كبيرة، بعد ان اتعبت العراقيين الازمات والمآسي والارهاب الاعمى، لهذا فان المصالحة ينبغي ان تحدث بين السياسيين اولا، لأن الشعب متصالح فيما بينه من جميع مكوناته، ولا احد يحمل ضغينة ضد الآخر، لكن السياسيين ومن بعض الزعامات الدينية هي من تختلق الازمات وهي تجد فيها ضالتها لانتعاش مصالحها ولكي تبقى الوحيدة التي تتربع على عرش السلطة بلا منازع!!
تصالحوا ايها السياسيون ورجالات التحشد الطائفي ان اردتم الحفاظ على البقية الباقية من شعبكم ،اما اذا بقيتم تحفرون خنادق الاحتراب الطائفي وتوقدون نيران الحروب ليكتوي بها العراقيون مرة اخرى فأن الشعب سئم افعالكم الشريرة وعليكم الاستماع لصوت الحق وترضخوا لارادة العراقيين بان تعدلوا عن استخدام السلاح ضد شعبكم ، فقد جرعتموه سقم السنين المضنيات، وليس امامكم من فرصة انقاذ بقية العراقيين الا بالتخلي عن اطماعكم واحلامكم ومشاريعكم بتأجيج حالات الاحتراب والفتن والاضطرابات، وبغير هذا لن تتحقق مصالحة في يوم ما..