من الطرائف العجيبة التي ذكرها الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) في بعض مؤلفاته حيث قال بحسب المضمون “” أن هؤلاء الذين ينكرون قانون العلية يؤمنون لا شعورياً بقانون العلية لأنهم قالوا أن قانون العلية غير موجود وحاولوا إقامة الدليل على ذلك!!!
فإنهم بالتزامهم بتقديم الدليل على إنكار العلية هم يطبقون قانون العلية، لأن الدليل علة والنتيجة معلول””انتهى
ومن المؤسف أن هناك من أنصاف المثقفين من يدعي كذبا بأن فلسفتنا فيها مصادرات !!
بالرغم من أنه ربما لا يميز بين المصادرة والمصادرة على المطلوب !!
ولو كان حقا ما يزعم ويدعي فليذكرْ على الاقل ولو مصادرة واحدة…
مع أن الاستدلال والبرهان لا يمكن أن يستغني عن المصادرات ؛؛
نعم المصادرة على المطلوب هي التي تكون مرفوضة ومبطلة للبرهان والاستدلال لأستحالتها ؛
لأنها مصداق للدور المستحيل منطقيا !!
فليس كل مصادرة هي مصادرة على المطلوب ؛؛
لأن بينهما عموم مطلق ؛
يعني أن كل مصادرة على المطلوب هي مصادرة
وليس العكس ؛
لأن المصادرة أعم من المصادرة على المطلوب !!
وهؤلاء أنصاف الباحثين هم من الملتزمين بالفكر المادي المتطرف !
نعم أن العلم الحديث قد تأثر بشكل وآخر بهذا التطرف المادي مما أدى إلى إغلاق الكثير من نوافذ المعرفة وروافدها من علوم انسانية جليلة….
وأختمُ الكلام بهذا السؤال
ما هي المصادرات ؟
وخير جواب ما ذكره الشهيد محمد باقر الصدر في احد محاضراته التأسيسية حيث قال ما نصه :
( فإنّ كلّ معرفة لها مصادرات ، وهي ما نصطلح عليه في علم الاُصول بـ ( الاُصول الموضوعيّة ) .
وهذه الاُصول الموضوعيّة تُؤخذ في البحوث أخذ المسلّمات ولا يُقام عليها برهان ، وهي تسمّى في العرف الحديث بـ ( المصادرات ) .
وهذه المصادرات على قسمين : فمنها ما تشترك فيه جميع حقول المعرفة البشريّة – من قبيل الأوّليّات – ، ومنها ما يختصُّ ببعض الفروع دون البعض الآخر .)