23 ديسمبر، 2024 9:46 ص

المشکلة الايرانية ليست مشکلة وجوه

المشکلة الايرانية ليست مشکلة وجوه

حالة الصخب والضجة التي رافقت الاستعدادات لإنتخابات الرئاسة الايرانية وبشکل خاص حالة الاختلاف والانقسام بشأنها حتى داخل النظام الايراني نفسه، دلت على عمق الازمة الکبيرة التي تفرض ظلالها الکئيبة على هذا النظام وتمسك بتلابيبه بقوة، ولئن کان رهان خامنئي على رئيسي بإعتباره من الممکن أن يقود حکومة تجعل النظام ينجح بالخروج من مستنقع أزماته المزمنة، لکن وفي نفس الوقت فإن أوساط من داخل النظام نفسه تستبعد ذلك ولاترى في رئيسي ذلك الرجل الذي بإمکانه أن يخرج النظام من أزماته لأن هذه الازمات أکبر وأقوى بکثير ليس من رئيسي فقط بل وحتى من النظام نفسه.
المشکلة الايرانية وبعد حکم 42 عاما لهذا النظام ووصول الاوضاع برمتها الى أسوأ ماتکون حيث يغرق النظام کما أسلفنا في مستنقع أزماته، فإن هذا الحال المزري الذي وصل إليه النظام إنما هو حاصل تحصيل حکم 42 عاما بما يعني تراکم أخطاء وسلبيات وأزمات ومشاکل فوق بعضها من دون أن يتم حل أو معالجة أي منها، فإن المشکلة قد تعدت وتخطت من کونها مشکلة وجه أو وجوه محددة مثلما إنها لم تعد قابلة للحل من قبل وجه أو وجوه معينة، إد أن المشکلة هي مشکلة النظام نفسه ومن إنه يصر على السير في الدائرة المغلقة کحمار الطاحونة، وإن تغيير الوجوه في هذا النظام سواءا أکان ليس في الرئيس فقط بل وحتى في منصب المرشد الاعلى، لايمکن أن يحل مشکلة النظام، بل إن طريقة واسلوب وصيغة وخيار الحل الوحيد يکمن في تغيير النظام نفسه.
مستنقع الازمات الذي يغوص فيه النظام الايراني ليس الى رکبتيه بل وحتى رقبته، حاول النظام ومنذ عهد محمد خاتمي ومن بعده أحمد نجادي وروحاني الخروج منه عبثا ولکن من دون جدوى بل إن الذي إرتد سلبا على النظام هو إنه وبدلا من أن يساهم أحد من هٶلاء المتعاقبين على الحکم في حل ولو بعض من تلك الازمات، فإنهم قد عملوا على إضافة أزمات جديدة الى جانب تعميق وترسيخ الازمات القديمة، ومن دون شك فإن رئيسي أو غيره على الحکم لن يکون إلا إستمرار لهذه الحالة العبثية وضمان بقائها ولکن مع المزيد من الاضافات السلبية الاخرى.
الانتخابات الرئاسية الاخيرة ولأول مرة في تأريخ هذا النظام وبعد 42 عاما من حکمه فقد صار هناك قناعة بين أوساط الشعب الايراني من إن المشکلة في النظام نفسه وإن تغيير الوجوه لن يغير شيئا في النظام، ولذلك فقد صار الشعب کله يتطلع الى تغيير النظام، ولو دققنا في هذه المسألة على وجه التحديد، لوجدنا إن منظمة مجاهدي خلق وطوال الفترات الماضية من صراعها ضد هذا النظام أکدت على إن تغيير هذا النظام هو الاصل لحل کافة الاوضاع السلبية.