18 ديسمبر، 2024 5:07 م

المشکلة إنه لاثقة بالنظام الايراني

المشکلة إنه لاثقة بالنظام الايراني

من الخطأ القول بأن الحذر هناك وحد‌ه من عودة إدارة بايدن للإتفاق النووي مع النظام الايراني، بل إن هناك أيضا حالة من عدم الثقة وعدم الاطمئنان بالنظام الايراني وبالالتزامات التي يتعهد بها من جراء العودة للإتفاق النووي. المطالبة بإيقاف التفاوض مع النظام الايراني واللجوء لخيارات أخرى للتعامل معه صارت تطرح بشدة من قبل الاوساط السياسية والتشريعية الامريکية والاوربية على حد سواء، ولئن کان أعضاء الکونغرس ومجلس النواب من الحزب الجمهوري قد رفعوا صوتهم عاليا ضد هذه المحادثات وشککوا فيها، لکن يبدو إن حمى التشکيك بنوايا النظام الايراني لم تقف عند حد الجمهوريين فقط بل إنها إنتقلت أيضا الى الحزب الديمقراطي الذي ينتمي بايدن إليه والمعروف بأنه أکثر تساهلا بخصوص العودة للإتفاق النووي.
في يوم الاربعاء 31 آب المنصرم، وقع 30 نائبا في مجلس النواب الأمريكي من الحزب الديمقراطي على مسودة خطاب أعربوا فيه عن قلقهم من إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد مع إيران بشأن البرنامج النووي للبلاد. اتفاق يبدو أنه وصل إلى طريق مسدود بعد شهور من المفاوضات. وقد تم إصدار الخطاب من قبل النائب جوش جوتهايمر (ديمقراطي – نيوجيرسي) الذي ساند سابقا دعم 18 من أعضاء مجلس النواب الديمقراطي للتعبير علنا عن درجات متفاوتة من القلق بشأن المفاوضات. وأعرب 20 من أعضاء مجلس النواب الديمقراطيين عن قلقهم علنا بشأن الصفقة الوشيكة، والتزم الآخرون الذين عارضوا اتفاق 2015 الأصلي الصمت في انتظار النص النهائي.
الملفت للنظر إنه وفي غضون ذلك، فقد غرد السناتور جيم ريش، العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، يوم الثلاثاء 30 أغسطس: “إدارة بايدن لا تلبي مصالح الأمن القومي للولايات المتحدة من خلال الاتفاق النووي”، لکن الاکثر إلفاتا للنظر هو ماقد کتبته نيكي هيلي، السفيرة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، في رسالة على تويتر يوم الثلاثاء 30 أغسطس2022، بخصوص مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة، أن اتفاق بايدن مع النظام الإيراني أخطر من اتفاق أوباما. سيحصل الملالي على أكثر من 1.2 تريليون دولار مقابل الإرهاب.
ومن الواضح بأن حمى رفض العودة للإتفاق النووي ومعارضته واللجوء الى خيارات أخرى صارت تتزايد أکثر وکلها تذکر بموقف النظام الايراني من إتفاق 2015، وکيف إنه قام بخرقه بعد الاشهر الاولى من إبرامه وواصل مساعيه السرية من أجل إنتاج القنبلةالنووية، ولايوجد هناك مايمکن أن يبعث على الثقة بنوايا النظام الايراني بعد العودة للإتفاق النووي بل إن المشکلة إنه لاثقة بهذا النظام وبنواياه.