18 ديسمبر، 2024 7:17 م

المشكلة ليست في الخنجر بل في الشيعة وإليكم الدليل

المشكلة ليست في الخنجر بل في الشيعة وإليكم الدليل

كان وفدا إستثنائيا ذلك الذي إستقبله زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في الحنانة، وضم رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر، ورئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان برزاني، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، وبعث برسائل عدة منها: إن التحالف الساعي لحكومة الأغلبية متماسك، ولم يتأثر بالضغوط، والتحركات الداخلية والخارجية، ولعل تغريدات السيد الصدر بعد إجتماعه بالوفد كانت واضحة في هذا الإتجاه، تلاها تصريح الحلبوسي عن طبيعة تلك المساعي التي لم تتاثر بالضغوط، حتى مع كونها تصريحات ذات بعد معنوي، لكنها تشير الى المساحة المتاحة لأطراف تحالف الأغلبية، كذلك تصريحات الخنجر التي أكدت على قوة التحالف، وبحثه عن مخرج للأزمة التي تواجه التشكيل الحكومي المقبل، والرسالة الثانية، وحملها رئيس المجلس الى السيد الصدر، وتضمنت مبادرة من السيد مسعود البرزاني لحل تلك الأزمة التي تعصف بالبيت الشيعي عسى أن تؤسس لنقاش جديد بين الإطار والتيار، وهو مسعى يتلائم وطموحات محلية وخارجية للمضي قدما بإتجاه الوصول الى إتفاق سياسي نهائي لايستثني الإطار التتسيفي من المشاركة في الحكومة العتيدة المنتظرة، ويوقف سيل التكنهات التي تشي بنهايات لاتخدم أحدا في وقت عصيب لم يعد لدى العراقيين فيه من صبر على تحمل المعاناة والآلام وعذابات فقدان الأمل.
نجح القادة السنة في لملمة أوراقهم، وكذلك الكورد، وحددوا مسارهم المقبل، لكنهم إصطدموا بحجم الخلاف داخل البيت الشيعي، أو على الأقل بالتقاطعات التي طبعت سلوك القوى الشيعية لأسباب لامجال للخوض فيها هنا، وتحولوا من طرف نزاع الى طرف تهدئة ووساطة ومبادرات، وكان حضور رئيس تحالف السيادة خميس الخنجر الى النجف علامة فارقة أشارت الى توحيد الموقف الشيعي منه، فبعد أن تقارب مع القوى الشيعية المؤسسة للحشد والإطار التنسيقي قبل سنوات عدة بالرغم من رفض التيار الصدري في حينه لهذا التقارب، عاد ليتحالف مع التيار الصدري هذه المرة، وإذا رأي البعض في هذا تناقضا في مواقف الشيعة من الخنجر فإن فريقا من المراقبين يرون فيه واقعية سياسية، وإن القوى الشيعية لامشكلة لديها مع الخنجر، بل مشكلتها هي مع من يختاره الخنجر من الشيعة ليتحالف معه، والقضية بدت وكأنها تنازع على نيل ود الخنجر في إطار البحث عن حلفاء بعد أن ولى زمن الخصومات بين الطوائف لنشهد مرحلة جديدة، وهي القفز على الطائفة، وإيجاد حليف من طائفة أخرى، فالمشكلة ليست في الخنجر، بل في الشيعة أنفسهم لأنهم أضاعوا البوصلة، وهم يبحثون عنها في الظلام، ويمكن أن يجدوها بقليل من النور، خاصة إذا ماتداركوا الأخطاء السابقة، وذهبوا الى المشتركات بينهم ليتوحدوا عليها.