19 ديسمبر، 2024 9:32 م

المشكلة في العراق إعلامية أكثر منها سياسية والقادم أسوأ

المشكلة في العراق إعلامية أكثر منها سياسية والقادم أسوأ

إن السيكولوجية المجتمعة في العراق ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمغيبات فتشكل المعتقدات كاريزما الفرد العراقي. وحتى حين وصل الفكر المادي إلى المجتمع آمنوا به كنظرية اقتصادية يوجد فيها شيء من العدالة الاجتماعية لكن بقي سلوك المجتمع مصطبغاً بالإيمان بالغيب, ولعلها مزيّة أهلت أهل هذه الأرض لتقبل طروحات ورسالات السماء وأهم ما يشد انتباه الباحث حين يرى أن الغزوات الخارجية عبر آلاف السنين تدفع أهل البلد نحو الإلحاد والمادية بل ذابت معتقدات الغزاة وانصهرت داخل تقاليد العراقيين بعكس مثلا سكان الأمريكيتين بعد الغزو الأوربي حيث أصبحت ثقافتهم أوربية فما هي القوة التي تجعل المعتقد راسخاً وما هي المشكلة التي تجعل المجتمع الراسخ الاعتقاد يعيش المأساة ؟ أنها مشكلة الإعلام قبل السياسة. علينا أولا أن نعرف أنه أينما وجد التدين وجد الدجل والخداع معه مستغلاً سذاجة رسوخ المعتقد بشكله الساذج في ذهنية العامة, والإعلام له الدور الأكبر في طلاء المدجلين وإظهارهم على أنهم أئمة الصلاح. ويكفيك أن تُحشد فضائيات كل جمعة أمام منبر المرجعية الكهنوتية لتخرج لنا بهرطقة مرة تقول فيها اضرب بيد من حديد ومرة بح صوتنا ومرة تنسحب من العمل السياسي وحين نركز جيداً نجد أن مثل مرجعية السيستاني بخطبها الفارغة وبكلماتها المبطنة والمشوهة نستطيع أن نستبدلها بأبسط شخص يعرف مقدمات الدين بل يستطيع أن يعطينا في خطبة واحدة أفضل مما أعطتنا في جميع خطبها, وأتباع هذه المرجعية لا يعرفون إلا أن يهتفون تاج تاج على الرأس فيما يضحك السياسيون عليهم لأنهم يدركون جيداً أن هذه الذي وضعوه على رؤوسهم تاجا أنما هو في الحقيقة عُصابة أعمت عيونهم لينهبوا ويسرقوا , والأكثر من ذلك مسخرة هذا الأيام واجتماعات ما يعرف بالفرصة الأخيرة لقادة التحالف الذين يحاول الإعلام إظهارهم على أنهم يخوضون معركة إصلاحية . وتتصايح الفضائيات ويخرج محللوها كل برأيه , كل هذا ليس إلا استغلالا لسذاجة العامة وإلا كيف يكون من أفسد مصلحاً وكيف يختارون حكومة جديدة ونقول عنها مستقلة وهل سترجع ألينا ما سرقوا وهي حكومتهم وهل ستحاكم أفراد عصاباتهم, الم اقل لكم إن مشكلتنا الإعلام, الذي حاول أن يلغي التظاهرات الوطنية ليستبدلها بتظاهرات السياسيين والذي طالما عتم وكتم وسكت عن مشاريع إصلاحية حقيقية تمس مصالح السياسيين . والآن لا يوجد حل ولا طريق للحل ألا بمشروع الخلاص الذي طرحه المرجع العراقي الصرخي الحسني بأبعاد كل تلك الوجوه وإقامة حكومة إنقاذ برعاية أممية وإخراج إيران من اللعبة , وعلين أن نعرف ونتيقن ولا ننخدع ببهرج الإعلام مما يصوره لنا من لقاءات في ليست إلا مرحلة من مراحل الصراع بين الكتل والانقلابات التي تحصل نتيجة التحولات في الولاءات للخارج وهو صراع سيقود إلى الدمار فما لم يتحمل الإعلاميون الشرفاء المسؤولية  في إيضاح الحقيقة للرأي العام فأن المأساة قادمة

أحدث المقالات

أحدث المقالات