بعد انهيار عدد من الانظمة العربية المصبوغة بصبغة الدكتاتورية المقيتة وبقاء قسم آخر من هذه الانظمة على سدة الحكم في بلدانها وتنوع اهداف البعض من المعارضين الواضح منها والخفي تزداد وطأة الدم المسفوك من العرب وتحت مسميات عدة وابرز محطات سفك الدماء المحطة السورية الحالية بكل تعقيدات مشهدها السياسي وما وراء هذا المشهد الغريب .
ان المسالة السورية فيما لو نظر لها من الجانب الانساني نرى ان للشعب السوري كل الحق في تقرير مصيره واختيار من هو الاكفا لتولي زمام الامر في تمشية امور البلد بالاتجاه الصحيح ,وان هذا التقرير كان يمكن ان يكون سليما فيما لو ترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه لا ان يفرض عليه التغيير وحسب اهواء ورغبات البعض من دول المنطقة سيئي الصيت في اعطاء الحرية لشعوبهم وبالتالي التعامل مع شعوبهم بالحديد والنار ,اذن المسالة هنا معقدة وتختلف عن غيرها من عمليات التغيير التي حصلت في المنطقة ,ان الملاحظ على المشهد السوري هو تداخل الارادات وتوحد الهدف في التغيير وهو لعمري تغيير القصد منه ضرب اربعة دول في آن واحد وهو ينظر له انه طائفي بحت من حيث الهدف والتوجه والمساندة والدعم الاقليمي ,الهدف هو سوريا ومن وراءها من دول مستقرة تحاول بناء نفسها بالتعاون والعلاقات المتوازنة مثل العراق وايران ولبنان وهذا ماسبق ان حذر منه ملك الاردن السابق الحسين بن طلال عندما قال ان الخطر هو في وجود الهلال الشيعي المتمثل بهذه الدول الاربعة ويجب حسب قوله قطع هذا الهلال وباي صورة كانت وفعلا ظهرت النوايا الحقيقية للدول المجاورة جميعا لقطع هذا الهلال من خلال اسقاط النظام في سورية وتكبيل شعبه بكل مخلفات الدمار التي تريدها الدول الداعمة لهذا الهدف وهي السعودية وقطر وتركيا والاردن وحتى تونس ومصر الازهر التي يعلن مفتيها وبكل وقاحة انه يجب العمل بقوة لايقاف المد الشيعي في الدستور المصري القادم ,واتحاد هذه الدول على هذا الهدف واضح خصوصا اذا ما علمنا ان مملكة الشر السعودية تلوح وبكل وقاحة ان الدولة الاموية سيئة الصيت عائدة وستبتلع كل دول المنطقة وان المعارك خصوصا في العراق ستكون على ابواب بغداد لانهم وحسب الراي السعودي ضمنوا التاييد من الموصل وصلاح الدين والانبار باحتضان قواتهم لتدمير الدولة العراقية ,وبناء على هذا كله جندت الدول اعلاه كل امكاناتها لتحقيق هذا الهدف فغدقت الاموال على المعارضة السورية التي لاتدري انها لو نجحت في اسقاط الحكم في سورية فانها ستكون الضحية القادمة لدول الشر اعلاه وكذلك جمعت التاييد الدولي وبالاموال لهدفها اعلاه ,وحسنا فعلت روسيا باتخاذها موقفا متشددا في مجلس الامن برفض فرض العقوبات الدولية على سوريا وهو موقف اشرف من مواقف الدول العربية واشرف من موقف بعض الكتل السياسية العراقية التي وقفت مع المعارضة السورية ضد حكومتها وهي تعي انه موقف سافر غير مقبول ولكن ماذا تقول لمن جعل نفسه الطائفي فوق وطنيته ودينه وضرب بعرض الحائط كل العلاقات الطيبة التي كان الى زمن قريب يبكي عليها ويشجب تصرف الحكومة العراقية عندما اتهمت سوريا بتفجيرات وزارة الخارجية والمالية عام 2009 والتي دفع شعبنا من خيرة ابناءه وقتها اعلنت الكتل التي تؤيد المعارضة الان انها مع سوريا ضد الحكومة العراقية .
اي ازدواجية بالموقف تتخذها هذه الكتل المليئة بالحقد الطائفي السام والتي مع الاسف انها شريكة في الوطن والحكم واي تصور لهم فيما لو نجحت مملكة الشر السعودية واعوانها في اكل العراق وتدمير البلد واسقاط الدولة اللبنانية التي من اسباب قوتها حزب الله اللبناني والذي اشك ان اسرائيل تستطيع ان تنال منه مثلما تريد هذه الدول النيل منه وتدميره ,اين روح المواطنة ايها الساسة الذين ابتلى بكم العراق واهله واين الدين الذي تعتبرونه تجارة رابحة لكم ,اليس من الاجدى النظر الى المخطط الخطير وقراءة نتائجه والعمل على حماية العراق من اي خطر خارجي ام تكونوا انتم حواضن الخطر الخارجي لان الحكم العراقي بيد الاغلبية ,اليس عيبا ان تكون درجة تفكيركم على هذا المنوال وبهذه الصورة انتبهوا الى القادم من الخطر والذي سيعصف بكم اولا ويدمركم لاسامح الله اذا نجحت المؤامرة السعودية اليهودية .