لا شك إن المشروع الوطني بعنوانه العريض ، يمثل حركية وطنية من المصدات التي تقف بوجه كل الأخطار المحدقة بالوطن ، على الصعيدين الداخلي والخارجي ، فهو حالة وطنية وقائية ، قبل أن يكون مشروعا” سياسيا” ، ذا تطلعات ترنو الى الحفاظ على وطن تتناهبه المخاطر من كل حدب وصوب ، الأمر الذي يتطلب من الذين ، يقفون منه موقف التفرج و عدم اللامبالاة ، أن يساهموا جديا” و عمليا” ، في تحقيق أهداف عنوانه العريض هذا ، عبر الإنخراط في دينامية عنوانه المذكور 0
فالمشروع الوطني ، ليس محددا” إسميا” ، بقدر ما هو ينبع من جوهره الوطني العام ، وهذا الجوهر ذو القلب والقالب الوطني ، فحواه ومبتغاه : التصدي للطائفية والأطماع الإقليمية والعالمية والتدخلات التي تستهدف نسيجه الإجتماعي العام 0
وعندما نرفع شعار الوطن مضمونا” من خلال تحركنا ، لسنا معنيين بالشكل أو اللافتة ، وإن كان شكلنا أو واجهتنا أو لافتتنا ، هي تستمد بريقها من المضمون الوطني ، المترعرع في وجداننا وعقلنا ، وهو الأساس والقاعدة لمنطلقنا وإنطلاقنا ، الهادفين الى تحقيق ما أستطعنا من هذا الهدف النبيل ، على الرغم من كوننا ، مدركين كل الإدراك ، إن طريقنا الىه لن يكون مفروشا” بالورود والرياحين ، بيد إننا وضعنا نصب أعيننا ، وفي كل خطوة من خطواتنا ، أن نزيل الأشواك التي تظهر في طريقنا ، ونزرع في محلها ، كل ما يعبد هذا الطريق ، نحو الهدف المأمول 0
لهذا ، فقد أشار الشيخ جمال الضاري ، في حديثه لمجلة ( البوليتيكو ) الأميركية ، الى نقاط من هذا الهدف عندما قال : كل ما يمكننا فعله الان هو التركيز على المستقبل 0
كيف يمكننا ان نقضي بشكل نهائي على تنظيم ( داعش ) والى الابد ؟ ، يجب علينا ان نناقش الاسباب التي ادت الى ظهور هذا التنظيم الإرهابي 0
اولا” يجب انهاء الاضطهاد ضد الشعب العراقي ، فالعراقيون يتظاهرون دوما” ، ومع ذلك فان الولايات المتحدة مستمرة ، بدعمها اللا مشروط للحكومة العراقية 0
لذا ، فاننا طلبنا من الكونغرس ان تكون المساعدات مشروطة ، وهذا سيساعد جميع الاطراف 0
و عن المتطلبات التي يراها مناسبة في إصلاح العملية السياسية السائدة ، يدعو الضاري أولا” ، الى سن قانون انتخابات جديد في العراق ، وهذا القانون يكون تحت سيطرة البرلمان العراقي ، لهذا السبب فانه لم يتغير احد منذ العام 2003 0
فنفس الاشخاص لا يزالون في البرلمان ، اذ انهم لن يمرروا اي اصلاح او تعديل… فالشعب العراقي يصوت في الانتخابات الى ان اصواتهم لا تحدث تغييرا” 0
الشئ الاخر ، انه يجب ان يكون هنالك اصلاح ، فيما يتعلق بالفساد ، فمعظم المناصب يتم بيعها ، اذ لا توجد هنالك شفافية 0
وعن ترشحه للإنتخابات البرلمانية القادمة ، يقول الضاري مشترطا” ، اذا حصلنا على بعض الاصلاحات ، فاننا سنشترك في الانتخابات ، ولكننا نرغب ان نرى بعض التأكيدات على عملية التغيير والاصلاح 0
ففي العام 2010 جرت انتخابات ، وفازت فيها القائمة العراقية ، الا ان الولايات المتحدة اصرت على ابقاء نوري المالكي – الخاسر – في السلطة ! 0
ومن كلام الشيخ الضاري الآنف ، يتضح إن عملية تكريس وتفعيل المشروع الوطني ، تتطلب خطوات إصلاحية جادة آنيا” كمرحلة تمهيدية ، كي يستطيع هذا المشروع أن يصل مداه الأكبر مستقبلا” ، خصوصا” إذا ما راح يتلمس خطواته الثابتة حاضرا”