23 ديسمبر، 2024 2:42 م

المشروع القطري المشبوه بأذرعٍ جديدة…

المشروع القطري المشبوه بأذرعٍ جديدة…

حضرتُ مؤتمراً لعلماء النفس والاجتماع العراقيين في المملكة  المتحدة ،، المؤتمر مخصص لدراسة مدى تقبل العراقيين لمفهوم المصالحة والتعايش  مع الآخر ،،، وللاسف حاول بعض الباحثيين القائمين على المؤتمر قراءة الارهاب في العراق بالطريقة السياسية ذاتها التي تشير الى عدم وجود تعريف واضح للارهاب ،،وأن الارهاب جزء من الصراع السياسي التي تقوم به الجماعات للدفاع عن مصالحها ،،،، 
وعندما شاهدت قناتين قطريتيّن حاضرتيّن  لتغطية المؤتمر  ( الجزيرة مباشر التي نقلت المؤتمر على الهواء والعربي الجديد ) بالرغم ان المؤتمر لايعدو كونه نشاطا اكاديميا عاديا من النشاطات العراقية في لندن ولكن حضور قنوات قطر لتغطية هذا المؤتمر دوناً عن غيره  من النشاطات يثير علامات استفهام كثيرة خصوصاً ان المؤتمر يتحدث عن المصالحة بشكل مقارب ان لم يَكُن مطابق للقراءة  القطرية والعربية للمشهد العراقي الذي يعطي تبريرات سياسية وأجتماعية للارهاب تصل الى التلميح باعتباره طرفا سياسيا في بعض الاحيان   ،،،بالرغم من بعض البحوث  و المداخلات المهمة  للحاضرين التي حملت الارهاب وداعِميهْ الخارجِيين مسؤولية مايحصل في العراق  الا أن المؤتمر لم يخرج بتشخيص علمي أكاديمي  لظاهرة الارهاب في العراق وماتمثلهُ من أمتداد  للفكر الوهابي الجهادي الذي يُعتبر المذهب الرسمي للنظامين القطري والسعودي ،،، لذلك فأن تجريم هذا المذهب وعُلمائه وجامعاته بمثابة أدانة  لقطر والسعودية ،
لذلك  تُصر الدول الداعمة لداعش على أختلاق  أزمة اجتماعية بين العراقيين ،،،
،، بغداد خير مثال حي ،،، هنالك عراقيون  يعيشون ويعملون ويدرسون ويتنزهون دون اي مشكلة تُذكر ،، وهنالك عراقيون من مختلف القوميات والطوائف يعيشون في كردستان لم نسمع عن ازمة تعايش،،
الديمقراطية البريطانية العريقة أهتزت قبل سنتين عندما قام شرطيان من البيض عن طريق الخطأ بقتل صبيّاً أسود ،، حينها انطلقت اعمال عنف  للافارقة أجتاحَتْ نصف العاصمة البريطانية تستهدف كل ماهو أبيض،،،، بينما في العراق هنالك الاف الجرائم الطائفية التي تقوم بها المنظمات السلفية ومن يدعمها ،،، لم تحرك ساكناً ولم يتم الانتقام على اساس عرقي او طائفي بالرغم مِن  أن التنظيمات الارهابية تقوم بعمليات عقائدية تستهدف في أغلب الاحيان طرفاً دون غيره  ،،، 
العراقيون جميعاً ( عربا وكرداً  وتركمانا واشوريين سنة وشيعة مسلمون ومسيحيون )   لديهم ازمة مع داعش والقاعدة والمنظمات التكفيرية  ومع البعث الصدامي ،، ليس مع البعثيين السابقين كما يروِّج البعض ،، هؤلاء عادوا الى عملهم ومجتمعهم  ،، الازمة الحقيقية مع البعث الصدامي المدعوم قطرياً  الذي لايشكل  سوى 5% من التنظيم البعثي ،، مشكلة العراقيين مع من يصرون على أن يبقى  المجرم الهارب عزت الدوري قائداً لهم ،، ومع من يؤمنون ببطولات جرذ العوجة ضد ( الخونة والعملاء )  التي خلفت 250  مقبرة جماعية ،،،
لماذا تصر قطر في مؤتمرها بالدوحة وفي مؤتمر  بيروت الذي أوعزت لصبيانها بأدارته وفي بعض المؤتمرات التي تُعقد في العواصم الاوروبية ،، تصر الدوحة على القراءة المغلوطة للمشهد ،،
الا يكفيها كل الدماء التي سالت على الارض العراقية نتيجة دعمها الاعلامي والمالي والسياسي للارهاب التكفيري البعثي  ،،،
لايوجد عاقل لايرغب في نشر قيم التسامح والتصالح بين الناس ،، ولاشك أن  الشعب العراقي بحاجة ماسة لوقفة تاريخية  مع ذاته لمناقشة الملف الطائفي الذي أصبح لعبة سياسية للطبقة الحاكمة  ،،،،،
ولكن ذلك لايتم عبر القراءة القسرية المغلوطة  للمصالحة ،،،
على الدول العربية المعتدلة ان تأخذ زمام المبادرة من المشروع القطري الذي أتضحت معالمه وأذرعه الخبيثة ،، نحتاج الى جهد عربي حقيقي في دعم العراقيين بمعركتهم المقدسة ضد الارهاب التكفيري الصدامي ونحتاج الى دعم جبهة الاعتدال في العراق لابعاد المتطرفين من كل الجهات الذين يعبثون بأمن الناس لتحقيق مصالح شخصية وحزبية ضيقة ،،،،،