تحتل قضية عودة النازحين وتعويضهم صدارة البرنامج الانتخابي للمشروع العربي في العراق ، في إطار تحالف القرار العراقي الذي يتزعمه عملياً الشيخ خميس الخنجر الأمين العام للمشروع العربي.
وفي آخر تغريدة للشيخ الخنجر قال فيها ” وقفت مع أهلي في محنتهم بكل اعتزاز وبلا منٌة، وسأقف معهم لتغيير الوجوه الفاشلة التي تسببت بعذاباتهم “..
وهي عذابات النزوح من الديار وما آلت اليه وما نتجت عنه من مشكلات بنيوية في صلب المجتمع في المحافظات التي نكبت بالإرهاب والحرب التي شنت عليه لإنقاذ هذه المحافظات من ويلاته ..
وللإنصاف فان المشروع العربي في العراق ، ربما يكون الوحيد من بين الأحزاب والكتل العراقية الذي انبثق من بين جمهور النازحين ، خارج أي مصلحية سياسية أو خطط استراتيجية لحصد المغانم السلطوية ، فقد كان المشروع العربي وأمينه العام الشيخ الخنجر خارج العملية السياسية في حراكها وفي تقاسم مغانمها بين بقية الكتل ، وانحصر عمله الميداني في مخيمات النازحين وأماكن تواجدهم المتنوعة ، وعلى وجه الخصوص في اقليم كردستان الذي استقبل أكثر من مليوني نازح من المحافظات المنكوبة ..
ويشهد النازحون على الدور الذي قام به المشروع العربي، وهو خارج التصنيفات السلطوية ، وما قدمه من خدمات على مستوى التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية والإغاثة ، فقد استطاع نحو 22 ألف طالب من استكمال دراساتهم الابتدائية والثانوية في مدارس الرصافي والكرامة ، بعد أن أغلقت الاحداث في وجهوهم أبواب المدارس الحكومية ، كما ابتعث المشروع نحو الفين من الطلاب لاستكمال دراساتهم العليا في مختلف بلدان العالم مجاناً ، والحال نفسه على مستوى الرعاية الصحية والعلاج خارج العراق للكثير من الحالات المتعذر علاجها في البلاد ..
وفيما يخوض المشروع العربي الإنتخابات النيابية لعام 2018 دستورياً وتحت خيمة العملية السياسية في البلاد ، فإنه يعلن عن إستمرار نهجه وتأكيده عليه من إن “النازحون أولاً ” ..
وأوضح الشيخ خميس الخنجر في اجتماع ضم مجموعة من النخب العراقية بعد الإعلان الرسمي لخوض المشروع مارثون الانتخابات ” أن الانتخاباتِ المقبلةَ تجري بين مرحلتي هزيمةِ داعش وأزمةِ النازحين ما يتطلب جهداً وطنياً لتسريع عودةِ النازحين وتعويضِهم وإعمار مدنِهم”، مشدداً على ضرورة “أن تكون الانتخاباتُ نزيهةً وتنالَ ثقةَ العراقيين وتفرزَ الممثلينَ الحقيقيين من التكنوقراط ومن أصحاب الاختصاصاتِ الاقتصاديةِ والمهنيةِ” ، داعياً الى ، ” البحث عن مخارجَ وطنيةٍ لإخراج العراق من محنتِه وإصلاح الأخطاءِ وتسريعِ عودةِ النازحين إلى ديارهم”.
ولأن عودة النازحين وحل المشكلات المرتبطة والناتجة عن هذا النزوح المليوني ، تحتاج الى معالجة مفاصل أخرى ، فان المشروع العربي ركّز في أدبياته الحزبية وبرنامجه الإنتخابي على محاربة الطائفية كفيروس قاتل لكل المشاريع الوطنية ، حيث دعا الخنجر الكتل السياسية الى “الابتعاد عن الخطاب الطائفي لأن الرهان عليه أدى إلى كوارثَ مازال العراقُ يعاني منها”..
ولأن محاربة الطائفية بكل تلاوينها وتنوعاتها تستوجب محاربة الفساد والمفسدين الذين يعتاشون على نفايات هذه المفرزات في العملية السياسية ، فحذر الخنجر
“من الفاسدينَ وتغولِهم في المجتمع وحمَّلهم مسؤوليةَ الكوارثِ التي عانى منها العراق “.
وعمليا يتركز برنامج المشروع أولا على حل القضية المركزية والعقدة في العملية السياسية وهي قضية النازحين وعودتهم الى ديارهم وتعويضهم عن الخسائر التي خسروها ، وهي عقدة لاحل لها حقيقة إلا بحل بقية العقد المرتبطة بها وهي عقد الطائفية والفساد ، كعقدتين مفصليتين نتج عنهما عقد أخرى مترابطة قادت البلاد الى ماهي عليه الآن ، ومن أخطر تلك الإفرازات عمليات الإقصاء والتهميش والغاء الآخر ..
ورغم المشهد السوداوي في البلاد الآ إن للمشروع رؤية تفاؤلية لعراق جديد ممكن جداً إنجازه وتحقيقه وفي هذه النقطة يقول الخنجر ” لابد أن نعود بالعراق قوياً سيداً يعيش أهله برفاه وأمان ،، سنعيد بناء كل مادمرته الطائفية والإرهاب والفساد سنكون خدماً لشعبنا وجنوداً ندافع عنه”..
برنامج طموح ستقول لنا مرحلة مابعد الإنتخابات القول الفصل في الشروع به أوإمكانية تحقيقه !
.