18 ديسمبر، 2024 8:52 م

المشروع العراقي للتغيير

المشروع العراقي للتغيير

يمر العراق بأزمات كثيرة متداخلة منها الاقليمية والدولية فضلا عن معاناة شعب ذاق الويلات من الانظمة المتعاقبة التي توجت باسوء حكومات عرفهاتاريخ العراق الحديث بعد عام 2003حيث كنا نتطلع لحكم ديموقراطي حقيقي غير شمولي مدني يعمل على المساواة وتحقيق العدالة بنظام تعدديمدني يلغي كل الفوارق الطبقية ويقلل من الفجوات بين افراد المجتمع العراقي ويحسن الصورة الاقليمية للعراق ويتعايش مع الاخرين بكل شفافية،ولكن كل تلك كانت مجرد احلام وردية بل ضرب من المستحيل والاعجاز بعد ان سلمت الولايات المتحدة العراق كدولة لها تاريخها وعمقها التاريخيوالحضاري لنظام ديني يطلق عليه (ولاية الفقيه)، فعملت ايران من خلال اجندتها او ماتسمى بالمعارضة على تفكيك الدولة العراقية وشل الصناعاتالوطنية بشكل كامل وخاصة الطاقة الكهربائية وعمدت الى حل الجيش العراقي الذي له خبرة وباع طويل في الدفاع عن العراق وعمقه الجغرافيوالاستراتيجي واغتالت خيرة ضباطه وطياريه ومهندسيه وعلماؤه وحتى الاطباء والمفكرين من الكتاب والصحفيين والاعلاميين لم يسلموا منالتصفيات والاعتقالات والتغييب القسري والتهجير، كما عملت على بناء جيش وأمن موال لها بالعراق من خلال ادخال عناصر من المتخلفين والجهلةالحاقدين باسم ضباط الدمج وفي حقيقتهم هم عناصر احزاب مدعومة ايرانياً لضمان اتجاه الدفاع والداخلية بالاتجاه الموالي لايران كما صنعتاجهزة امنية واستحدثتها ضماناً لوجودهم بالعراق مثل الامن الوطني والمخابرات العسكرية وجهاز المخابرات الوطني والذي اخترقته بشكل احترافيواغتالت كل من يحمل ولاء للعراق وللامة العربية ودول الجوار العربي وحرضت على الارهاب والقتل والتفخيخ وقتل الاف العراقيين كما انها صنعتمجاميع ارهابية واعادت تشكيلها كتنظيم القاعدة وادخلته الى العراق لضرب الوجود الاميركي والحد من نفوذه وسلطت نوري المالكي وحزب الدعوةعلى راس حكومة الاحزاب لتنفيذ اجندتها بالعراق والمنطقة واستغلت الثروة العراقية الوطنية اسوء استغلال لتدعم بها اقتصادها المتهالك ولتدعم قوىالتطرف والارهاب بالمنطقة ونهبت مايقارب 1000مليار دولار عدا ونقدا، وتهريب البترول ونشر المخدرات وتزوير الدولار لدعم عملها التخريبي بالمنطقةواخيرا هيأت لدخول داعش للمناطق الغربية لدفعهم بالاتجاه لولاء أيران والسيطرة على الطريق الذي يربط العراق بسوريا ولبنان للتواجد العسكريهناك وبعد صدور الفتوى للجهاد الكفائي دفعت باتجاه تشكيل جيش قوي موال لها لعدم اطمئنانها للجيش العراقي ووزارة الدخلية برغم نفوذهاالقوي فيهما لكن اطمأنت بعد تشكيل هيئة الحشد الشعبي باعتبارها مليشياوية 100/100 وتدين بالولاء والطاعة لها لاسيما وانهم يقلدون فقهيا زعيمايران الروحي والمرشد لهم “علي خامنئي” وفي ظل كل هذا بدأ العراق بالانهيار الاقتصادي مما دفع بالكثيرين للتطوع في الحشد الايراني لغرضالحصول على فرص عمل مما مكن الحشد ان يكون قوة حقيقية على ارض الواقع كما خصصت ميزانية حكومية كبرى لهم بعد تطهير العراق منداعش الارهابي، كما ان المغازلة بين ايران وامريكا جعلت من الحشد قوة قريبة من الاتجاه الاميركي وتم منحهم مرتبات كبيرة ومخصصات واسلحةمتطورة اميركية خاصة وقد ذكرت وثائق ويكليكس هذه الحقيقة بشكل رسمي وفي ظل الانهيار الاقتصادي وتدمير البنى التحية العراقية اندلعت حركةشبابية عام 2011وجوبهت بالقتل والاعتقالات والخطف وتكررت الاحتجاجات الشبابية الى ان وصلت ذروتها عام 2019 أكتوبر تشرين، التي سحبتالبساط وسقط كل مابأيديهم من شعارات وارتبكت كل الاجندات الاجنبية والمشاريع الشريرة واثبت الشعب العراقي قدرته بالساحة وانه هو الرقمالحقيقي وماسواه لاقيمة له. اما من امتلك كل مقومات الدولة والاعلام الماجور وابواقها الفارغة فقمعت الارادة التشرينية بعدة اساليب فتارة بالقتلالوحشي بقنابل تخترق الجماجم واخرى بالخطف والاعتقال التعسفي الوحشي واعنفها هو التشويه كابناء السفارات والجوكرية والبعثية والدعارةوووووووو بل كل مامارسته الاحزاب سرا وعلانية طعنوا به الثوار لاسقاطهم وفتحت اكثر من 50فضائية دينية افواهها النتنة لتتهم شباب اكتوبرلغرض اسقاطهم وايجاد مبررات لقتلهم !!!!

وفعلا تم القتل والتنكيل فقد قتلوا اكثر من1000شاب وشابه من خيرة احرار العراق وجرح مايقارب25الف اخرين بالرصاص الحي والغازات السامةولم يكتفوا بذلك.