مع سقوط صنعاء عاصمة اليمن بيد الحوثيين، فإن النظام الايراني قد صار متحکما في اليمن أيضا ودخلت منطقة نفوذه وبذلك فقد صار واضحا أن الخطوة الجديدة ستکون التحرك على دول الخليج وخصوصا السعودية التي طالما إعتبرها النظام الايراني هدفه الاکبر في المنطقة لأسباب متباينة.
سقوط صنعاء بيد الحوثيين الذي هم بنادق بيد النظام الايراني و منظمين و مدربين تماما کما هو الحال مع حزب الله اللبناني و فيلق بدر او عصائب الحق وماإليها، يعني وبالاستعاضة القهرية أن صنعاء قد سقطت بيد هذا النظام، ولذلك يجب على أولئك الذين يعتقدون بأنه بالامکان وضع حد لدور و نفوذ النظام الايراني بالطرق التقليدية و عبر الاساليب السياسية الاعتيادية فإنهم يعيشون حالة من الوهم و اللامعقول، لأنه بوصوله الى صنعاء لايمکن أن يتخلى او يترك قواعده و مرتکزاته الاولية التي إنطلق منها.
السؤال هو: هل ستبقى دول المنطقة وخصوصا الخليجية التي على لائحة الاستهداف التالية خصوصا البحرين و السعودية، بهذا الموقف الذي تغلب عليه الميوعة، ويظلون يترقبون تقدم هذا النظام في ديارهم حتى يدك مضايفهم و اسرة نومهم؟ هل ستبقى دول المنطقة تنتظر معجزة ما کي تنقذها من کابوس هذا النظام أم ان عليها أن تتحرك بنفسها و تبادر الى إتخاذ خطوات لکي تضمن أمنها و استقرارها؟
هل ستبقى دول المنطقة تسمح لهذا النظام بأن يجعل شرائح و طوائف و جماعات و احزاب منها کبنادق تحق الطلب او کحصان طروادة تستخدمها متى ماشائت لفرض شروطها و خياراتها عليها؟ المثير للسخرية و ماهو أکثر من التساؤل، الى متى ستبقى هذه الدول تنأى بنفسها عن إقامة العلاقات مع المعارضة الايرانية الفعالة و التي لها دور على الساحة الايرانية کالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية مثلا؟ هل تعلم هذه الدول بأنها بتصرفها و موقفها الحالي، فإنها تجعل أراضيها مفتوحة أمام هذا النظام و تبيح لها تجنيد أبنائها ضدها في حين تحرم على نفسها ذلك خوف من غضبها؟ لکن ماهو هذا الغضب؟ أوليس هو الذي يفعله النظام الايراني حاليا، فهل بعد الحق إلا الضلالة؟
إلقاء نظرة على ماقد قام النظام الايراني من تدخلات و تحقيق مکاسب سياسية و أمنية وحتى إقتصادية له على حساب دول المنطقة، يثبت
حقيقة ناصعة وهي ان المشروع الخاص بالنظام لإقامة دولة دينية مذهبية تمتد لتشمل کبداية معظم الدول التي تحوي المکون الشيعي ومن ثم تنطلق لتجعل الدول الاخرى أيضا تحت کنفها، قد دخل حيز التنفيذ و ان خطورة هذا المشروع تتجاوز کل الاخطار و التهديدات الاخرى القائمة و المحدقة بدول و شعوب المنطقة، لأنها تستهدف الکيانات الوطنية و تتخطاها، ولذلك، فإن الضرورة تفرض نفسها بأن تتحرك هذه الدول وقبل أن تبلغ القضية مفترق اللاعودة بأخذ زمام المبادرة و إنتهاج سياسة جديدة تعتمد على دعم و مساعدة تطلعات الشعب الايراني للحرية و الديمقراطية من خلال دعم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية و الذي بدأت الدول الکبرى تعترف بها الواحدة تلو الاخرى مما يعني رسالة ذات مغزى يجب أن تفهم أبعادها و مضامينها هذه الدول جيدا، خصوصا وان هذا النظام يفقد رشده و صوابه و إتزانه کلما يجد المقاومة الايرانية قد حققت إنتصارا او إعترفت بها جهة دولية او برلمان، فهل ستکسر هذه الدول هذا الحاجز و تقف بوجه هذا المشروع و تحفظ نفسها و شعوبها؟