15 نوفمبر، 2024 3:08 م
Search
Close this search box.

المشروع الأمريكي في العراق ينّفذ بشكل مباشر من حكومة السيد حيدر العبادي

المشروع الأمريكي في العراق ينّفذ بشكل مباشر من حكومة السيد حيدر العبادي

وفد محافظة الأنبار الذي غادر العراق يوم أمس السبت الموافق 17/ 1 / 2015 إلى الولايات المتحدّة الأمريكية , قد أثار موّجة من المخاوف والشكوك حول نوايا الولايات المتحدّة المتعلّقة بمشروعها السياسي في العراق , فالوفد الذي غادر العراق بدعوة من رسمية من حكومة الولايات المتحدّة , كان قد التقى في وقت سابق في بغداد , سفير الولايات المتحدّة وبعض المسؤولين الغربيين , حيث تباحث معهم قضية تشكيل جيش سنّي على غرار قوّات البيشمركة الكردية , تقوم الولايات المتحدّة الأمريكية بتدريبه وتجهيزه بالسلاح , تحت واجهة الحرب على داعش والقضاء عليها , وبالرغم من أنّ الولايات المتحدّة تدرك تماما أنّ ما يسّمى بداعش هم في الحقيقة أبناء عشائر سنّة العراق الذين التحقوا بداعش تحت موجة الكراهية والشحن الطائفي الذي قادته دول الجوار العراقي بالتنسيق مع القيادات السياسية والدينية والعشائرية السنيّة داخل العراق , والذين يمّثلون الآن الوفد الذي غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية , إلا أنّ المصالح الأمريكية العليا والمشروع الأمريكي في المنطقة فوق كل الاعتبارات , وأستطيع القول أنّ هذا الوفد من حيث التمثيل والتوّجه مشابه تماما لوفد الموصل الذي زار الولايات المتحدة الأمريكية في وقت سابق برئاسة محافظ الموصل أثيل النجيفي , فكلا الوفدين يريد من الولايات المتحدة الوقوف معهم وتمكينهم من تشكيل الجيش السنّي , وربّما سنسمع بعد ايام عن وفد مماثل لمحافظة صلاح الدين يزور الولايات المتحدّة لنفس الغرض , حتى يكون ذلك مبررا ظاهريا للولايات المتحدّة في الشروع بتشكيل هذا الجيش وفق المقاسات والمخطط الذي تهدف إليه .
والذي يدفعنا للاعتقاد أكثر فأكثر بهذه النوايا هو الدور الذي تقوم به قوّات التحالف الدوّلي في كل من العراق وسوريا , فالولايات المتحدّة الأمريكية قد أثبتت بما لا يقبل الشّك , أنّها لا تريد القضاء على داعش لا في العراق ولا في سوريا , فهي في العراق تعمل على احتواء هذا التنظيم ومنع تمدده باتجاه كردستان وليس للقضاء عليه تماما , كما إنّها تعمل على سحب أبناء العشائر من هذا التنظيم وزّجهم في تشكيلة الجيش الجديد المرتقب على غرار تجربة الصحوات السابقة , أمّا في سورية فالقضاء على داعش سيدعم ويقّوي حكومة الرئيس بشار الأسد وهذا ما لا ترضاه الولايات المتحدّة بشكل مطلق , وابناء العشائر الذين يشّكلون 90% من تنظيم داعش الآن سيكونون هم نفسهم قوّام هذا الجيش الذي يريده سنّة العراق بالاتفاق مع رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي , ومن يعتقد أنّ وفد الأنبار الذي غادر العراق إلى الولايات المتحدّة الأمريكية من غير موافقة رئيس الحكومة السيد حيدر العبادي فهو واهم تماما , فالوفد قد التقى رئيس الوزراء قبل سفره إلى الولايات المتحدّة , وبحسب المتحدّث باسم مكتب رئيس الوزراء السيد سعد الحديثي , فإنّ الوفد قد تباحث مع رئيس الوزراء حول أبرز النقاط سيطرحها الوفد مع الجانب الأمريكي , فحكومة السيد العبادي هي التي أعطت الضوء الأخضر للوفد بالسفر , وهي على ما يبدو قد خضعت تماما للمشروع الأمريكي في المنطقة ولتوجيهات السفير الأمريكي في بغداد , مقابل استمرار الدعم الأمريكي لحكومة السيد حيدر العبادي , ومن المؤكد أنّ المشروع الأمريكي لن يكون في صالح قوّات الحشد الشعبي والتنظيمات الشيعية التي تقاتل داعش , ولن تيكون في صالح إيران وحزب الله في لبنان وحكومة بشار في سوريا , والقوات الأمريكية التي أخرجها نوري المالكي من العراق عام 2011 , عائدة إلى العراق بقواعد ومطارات عسكرية ثابتة وحصانات قانونية و بموافقة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي , وهذا هو جوهر المشروع الأمريكي في العراق .   

أحدث المقالات

أحدث المقالات