“Our sexual attitudes & behaviours are strongly shaped by our society.” (Carswell, 1969)
تعتمد التصرفات والسلوك على المجتمع الذي يعيش فيه الانسان. فهناك التحفظ الاجتماعي والانفتاح الاجتماعي: يؤمن بأن عفة المرأة بين فخذين، ويكن الاول رائجا” وموجودا” بصورة واسعة في بلدان العالم الثالث دون ان تكون هناك ضرورات حقيقية لذلك التحفظ. فنجد الانسان السوي يسعى الى ايجاد مبررات لتحفظه كونه يمثل عنصرا” جوهريا” واساسا” في مجتمعه، بوجهة نظره المحددة، لكنه لايتمكن من الادلاء برئيه او تصوره حول نقطة مهمة تخص العموم وتخصه هو / هي كأنسان. في حين تولد وتظهر وتنشأ أمورا” جديدة بين الحين والاخر تبرهم على ان مسألة التحفظ، خصوصا” المفرط منها، لاداعي ان يكون مؤثرا” على السلوك والتصرفات والعادات مما يجعل الحياة البشرية مقيدة. بينما الانفتاح الاجتماعي، هو الجزء الاخر من الصورة الاجتماعية، يحدث نتيجة الاطلاع والمواكبة العملية للحياة المعاصرة والبيئة والبنية الاجتماعية للمجتمع، او وجود عنصر يمهد داخل الاسرة او البيئة كونه قد أطلع وواكب التطورات الحديثة. لكن هذا العنصر الجديد، الذي يسمى “الطارئ” بر أي المتحفظين، يواجه معارضة من الاخرين دون مبررات مقنعة او منطقية، فنرى الشخص المفتح بأفكاره وأرائه وميوله وسلوكه وتصرفاته يكون منبوذا” ووحيدا” في بيئة تسيطر عليها العادات والتقاليد والاعراف. فيصارع الواقع الاجتماعي بوسائل علمية حية ومنطقية يقنع الاخرون (ذكور وأناث) بمنهاجه ومشروعه ومبادئه؛ لكن يتذكرون اولئك المحافظين رأي الأب او الأخ او الأم او رجل المنطقة او المرححلة الذي تأثروا به … أذن، هذه المقولة يمكن تطبيقها على المجتمعات الاوربية، وليس العربية المليئة بتراكمات متوارثة دون سند علمي او قانوني …
ونرى في البلدان المتقدمة، يعبر الانسان عن ما في داخله بصورة متمدنة وفي نفس الوقت حضارية. يعني الانسان قد فهم السلوك والتصرفات التي يريدها مجتمعه او بيئته؛ في حين دول العالم الثالث تنظر لهم بعين الحسد والغيرة لما يمارسونه ويتمتعون به علما” هنالك أمكانية تطبيق ذلك اذا سمح لهم الزمن وليس البشر! فنجد تلك المتحفظة او ذلك المتحفظ يتغير جذريا” عند قبوله في دراسات عليا في دول أوربية او طلبه/ا الهجرة والعيش هناك! فثمة تناقضا” كبيرا” في حياة الانسان ممزوج برؤى وأفكار الماضي طبقا” لما يتوفر في بيئته والشارع والبيت. ونقول ان الاطلاع خير دليل اوبرهان والبينة كونهما يعتبران عنصران مهمان في تغيير الفكرة والنظرة والسلوك.
ولا أهمية تذكر للثقافة الاجتماعية والعلمية عندما يكون الامر متعلقا” بمستقبل فتاة او صبي، فالكثير منهم يخضع لما يعرف بالعرف الاجتماعي “التربة السوية والاستقامة الفكرية”. فيتم تجرد الروح من لغة المشاعر والاحاسيس، وتبقى المسألة متروكة للزمن في تحديد شريك الحياة رغم وجود تبادل عاطفي او شعور بفهم الاخر دون مبادرة تذكر … فيكون الجسد كجهاز الروبورت يوجه ويقاد ويتحرك عبر نوافذ وممرات مغلقة هدفها الخضوع والرضوخ والانصياع دون نقاش او حوار بناء بين صاحب القرار وطالب الحوار. فيكون المصير معروفا” مسبقا”، والقدر يصيب الولادة الجديدة من جيل عقله وفكره سيتغذي كما تغذى الوالدان من قبل أبائهم ومجتمعهم. فالانسان يصبح أسيرا” في دائرة المجهول، في العالم الثالث، وأبوابه وحراسه من الحجر ليس لديهم لغة تفاهم نتفاهم بها او نتحدث معهم حول أحتياجاتنا كبشر، فيسعون دائما” ان نكون ألة وليس بشر …
“Reproduction is the only legitimate reason for sexual activity.” (Carswell)
نرى ان النقاط التي عرضت في المقام الاول من هذا البحث اعطى فكرة أولية عن النقطة الجوهرية التي نريد أيضاحها. فلابد من توفر الموارد البشرية التي من خلالها نستطيع ان نقوم بتقويم وتقييم المجتمع او البيئة والبشر التي نحن جزءا” منها. لانريد ان نقول ام مصطلح “ديمومة الانتاج” او “كثرة الانتاج” او “أستمرارية الانتاج” من المشاكل الاساسية لابل الجوهرية في مجتمعات دول العالم الثالث. بالواقع ان أنظمة تنظيم الاسرة وتقليص الاعداد المتواجدة داخل العائلة يعني زيادة التركيز والتنظيم والمتابعة من قبل أرباب الاسرة ومن بعدها البيئة والمجتمع. فلابد من قيام نظام ينظم الكثرة العددية والفوضى الاسرية التي نلمس ونشاهد ونشعر بأثارها يوميا” عندما نرى طفلا” مشردا” يتسكع في الشارع، والاخر ترك مراحل الدراسة لعدم وجود معين أسري، والثالث ينتظر لقمة العيش بين الشوارع والازقة العامة. فوجود أعداد كبيرة وكثيرة داخل ألاسرة يعني الفوضى الاجتماعية وقلة المراقبة والمتابعة الاسرية مما ينتج عنه ظهور تأثيرا” كبيرا” على البيئة والمجتمع، ويصعب السيطرة على الكتل البشرية والتجمعات الانسانية التي من شأنها ترهق الميزانية للدولة والقادة في البلدفي أمورا” أجتماعية أكثر مما تكون مشاريع وبرامج تطويرية. فالبلد الذي تكون فيه موارد بشرية عاطلة عن العمل (البطالة) والنساء بدون معين (أرامل) والبشر يتزاحم للدخول الى المرافق الصحية (خمسة عوائل في داخل المنزل وكل عائلة تملك خمسة أفراد).
فلانجد، في الدول النامية، ذات التاريخ الحضاري قانونا” واضحا” لتحديد النسل او منطقا” قانونيا” للانجاب المفرط وغير المتوازن ونحن أصحاب مسلة حمورابي …، فلهذا الدول التي واكبت الازمات والصراعات الاجتماعية والبشرية أستطاعت وضع وضع أنظمة وقوانين؛ لكننا لم نستطع الاستفادة من تلك البرامج لأننا نعتبرها محضورات وليس منظمات أجتماعية تمكن الدولة من تقليل المصروفات على برامج توعية وتثقيف وتمكين التي يفترض وجودها في مراحل الابتدائية كون أجيالنا تتسرب بصورة كبيرة بعد او قبل أنهاء مراحل الدراسة الابتدائية، خصوصا” في البلدان ذات الطابع الصحراوي.
أذن قانونية وشرعية وجود نسل جديد بتوفر الظروف البيئية والاجتماعية المعيارية والنموذجية، ولانعتبر الاتصال الجنسي او الفعالية الجنسية ردا” على الحرمان الاجتماعي او هي عبارة عن حركة جسدية يبذلها عضو المرسل ويبلورها عنصر المستقبل دون تحقيق الرسالة الاجتماعية. فلابد من أستحداث قوانين وضوابط تمكن الدولة من النهوض بالواقع الاجتماعي لأن البلدان المتطورة تسعى الان الى سياسة التمكين الجنيني (يولد طفلا” ويحدد مصيره وفق الانظمة الاجتماعية والبيئية والاسرية في بلدانهم) والبلدان النامية مشغولة في توفير فرص عمل والقضاء على الامية والضمان الاجتماعي كون الاجيال تحاول الهروب من التعليم.
“Culture shapes our attitudes & feelings without some grounds for comparison.” (Carswell, 1969)
ينطلق الغرب من نظرة قديمة ان الثقافة تحدد سلوكنا ومشاعرنا، وان صح هذا القول في بلدانهم لايمكن ان يصح في بلدان الدول النامية، لأننا لانفهم المعنى الحقيقي للمشاعر والاحاسيس للطرف الاخر الذي يشاركنا الحياة، ويعتبر عنصرا” فعالا” بمنظور الدين والعرف. وتهتم الدول الاوربية والغربية كثيرا” بقضايا بقضايا علم النفس وتحديدا” الاجتماعي لأنهم يدركون، ونحن كذلك، جيدا” ان بناء الانسان وأستثماره أمرا” ضروريا” في الحياة. فلا وجود لتقدم أجتماعي وثقافي وحضاري وأقتصادي بدون بناء الموارد البشرية وأستثمارها. فنرى هنالك بلدانا” تملك من الخبرات والموارد المادية والاقتصادية والبنى التحتية؛ لكنها تشكو من عامل مهم هو الانسان الذي لايملك صفة المواطنة الحقيقية، ولايشعر بأهمية بناء بلده كونه يدرك جيدا” ان المستفيد شخوص معروفين هم “الصفوة” او ما يطلق عليهم “أثراء القلة” على حساب الكثرة التي تشكو وستظل تشكو من جراح ونزيف البرياء. تربط مسألة السلوك والمشاعر بالثقافة بدون ان يكون هناك أساسا” للمقارنة. لاتوجد مقارنة حقيقية بين المشاعر والسلوك فهناك الانسان الثوري الذي يعتبر حقه مسلوبا” دائما” فيلجأ الى نظرية العنف البديلة لجلب ما تم سرقته او أخذه منه بصورة علنية. والاخر البيروقراطي او الدبلوماسي اللذين يلجأن الى هذه السياسة بسبب الضعف الاجتماعي وقلة الاطلاع الخارجي فيكون الانسان ضحية …
ان النظرة الدونية الى الطرف الاخر ساد كثيرا” بعد التغيرات الجذرية في الانظمة والتشريعات؛ لكن نحاول دائما” تغيير النظام، التشريع والقانون ولايشكل هذا حلا” جوهريا” للانسان او المواطن لأنه يشعر بأن حقوقه مسلوبة وخيراته منتزعة وبلاده للغير فكيف يكون عنصرا” فعالا” ومنتجا” فيه؟ لانراعي المشاعر الانسانية فنرى الشباب تصارع، داخليا”، من أجل التحضر والتقدم والازدهار الذي يحدث في البلدان الاخرى، وتقف الدول النامية متفرجة ومترقبة دون أحداث تغييرا” على الصعيد المحلي. فالمرأة، في الدول الغربية والاوربية، تقود بلدا” وتسيطر على مقررات بلد أخر، لكن في الدول النامية تكون المرأة طريحة … حتى لو وصلت الى مراتب قيادية او عليا، فيقولون في الغرب الاتي:
The bridegroom speaks:
“How fair is thy love, my spouse1
how much better is they love than wine!
and the smell of thine ointments than all spices!
thy lips, oh my spouse, drop as the honey comb:
honey and milk are under thy tongue.”
(Solomon 4: 10-11)
And the bride:
I am my beloved’s and his desire is toward me.”
Come, my husband, let us go forth into the field;
Let us lodge in the village …
There will I give thee my loves.”
(7: 10-13)
من هذه المقاطع الشعرية نستلهم المشاعر والاحاسيس التي يتبادلها الخطيب والخطيبة، وهي مسألة عادية لدى الناس البسطاء في الريف، عندما تكون مسألة المشاعر عاملا” أساسيا” في مخاطبة الاخر كمرسل والثاني كمستقبل. فنسأل عالم الاجتماع الذي عليه يعتمد الكثيرون فيبدأ بأعطاء حكم وأقوال وأقتباسات من كتاب غرب وعلماء أوربين دون تقديم حلولا” منطقية لدول العالم الثالث. نرى ضرورة ان تكون المفاهيم الاجتماعية مربوطة بالرغبة الفردية التي تتجسد بالمحطة النهائية لقطار المجتمع والبيئة بالمبادرة الذاتية والاصلاح النوعي الكمي، وليس النوعي. نحن بحاجة الى حقل المحبة الذي ينسجه الحبيب او الخطيب لحبيبته او خطيبته وعلى ان يكون مقره وقاعدته في الريف لبلدان العالم الثالث يكون الحب حقيقيا” والولاء للوطن، وليس للشخص او التقاليداو الاعراف … اي يكون معسولا” وليس مزيفا” او مرطبا” بمراهم تسكن الآلآم مؤقتا”، وتزيد من المرض تعقيدا”. ولهذا يجب ان يكون الغرض من الفعالية الجنسية او العلاقة الحميمة والودية تنظيم النسل وليس النسل كضربية للشهوة او اللذة الجنسية (procreation).
“The purpose of sexual activity should be procreation.” (Carswell, 1969)
يقول كارس ويل: “ان الغرض من الفعالية الجنسية او الممارسة الجنسية يجب ان يكون الانتاج او النسل”. وهذا المفهوم اصبح واضحا” لدى بشر البلدان النامية ويمثل شرطا” أساسيا” نتائجه وجود عشرة او أكثر ضمن الاسرة او العائلة دون مراعاة الاحاسيس والمشاعر والثقافة كوننا في بلدان العالم الثالث الذي تكون فيه البيئة والمجتمع والثقافة مختلفة. ويبدأ الشخص عند وصوله الى مرحلة اليأس في تلبية طلبات أفراد أسرته كون بلده متوجه نحو التسليح العسكري او الاهتمام بالقادة وترك الرعية يناشدون ويطالبون دون أستجابة. فكارس ويل لايقصد الظروف الاجتماعية والبيئة والمجتمعفي البلدان النامية، بل تلك التي تتوفر في الدول الاوربية والغربية كون أنظمتها والفعاليات الجنسية، وفق طرق وأساليب صحية ورومانسية ونموذجية، تختلف ويكون فيها مراعاة المشاعر والاحاسيس أولا”، وتقدير الاستعداد النفسي قبل الانتاج او النسل. كريمة فنقول تحديد النسل وتنظيم الاسرة وبناء الانسان يعني: تقدم البلد وأزدهاره وفق النظريات والنظم الحديثة، ويؤمن الظروف البيئية والاجتماعية الكريمة في البلد أبتداء” من الريف وأنتهاء” بالمدينة …
تقوم العلاقات الاجتماعية أساسا” على تبادل الادوار والتخادم والتوادد … غير ان له قواعدها وأسسها وأعرافها التي تضمن الاستمرارية. والمرأة في نظر نساء العالم الثالث ممكن ان تكون متينة وقوية اذا كانت نظيفة متجردة من الغرائز، وستكون الصداقة قوية بين الرجل والمرأة لأن المرحلة الاولى كانت الاختبار للمشاعر، والثانية الاطلاع على تلك المشاعر والسلوك. فالطرف الاول (الرجل) وجد من يكمله في الطرف الثاني (المرأة) والنهاية ستكون الزواج. وهناك رأي أخر يقول:
“ان الرجل كالبحر، ساعة هادئ وساعة يرعد ويزبد … هو سر ما يدركه لا هو نفسه.” ولا نستطيع، في دول العالم الثالث، ان نفهم العلاقات بين البشر التي تصنف بثلاث تسميات: الزمالة، الصداقة والعاطفة كما يقول علماء النفس.
ويقول الغرب في الجنس والمرأة الاتي:
“The belief that sex is sinful persisted
Throughout the Middle Ages (the period from the fall
of the Western Roman Empire in A. D. (467) to the
beginning of the Renaissance, about 1400).”
“I permit no woman to teach or to have authority
over men … For Adam was formed first, and
Adam was not deceived, but the woman was deceived
and became a transgressor …”
(Timothy 2: 11-15)
“In one major survey of (20,000) middle class and
upper middle-class Americans, (60%) of the respondents
reported that drinking increased their sexual pleasure.”
(Athanasiou et al, 1970)