23 ديسمبر، 2024 10:08 ص

المشاركة في الانتخابات ميلاد لعهد جديد

المشاركة في الانتخابات ميلاد لعهد جديد

أيام قليلة تفصلنا عن الانتخابات البرلمانية والكل يعطي لنفسه انه هو المنقذ والمخلّص للعراق والعراقيين من الأزمات والمشاكل التي لا تعد ولا تحصى .ولكن حينما نتأمل قليلا في الكتل والقوى والشخصيات السياسية وفي برامجها الانتخابية نجد الفروق الواضحة والادعاءات المختلفة والكثيرة في الية المعالجة  ، بل أن معظم الكيانات المرشحة لم تعط للناخب العراقي أي برنامج أو خطة واضحة في كيفية إدارتها للبلاد والعباد ولم نشاهد سوى العبارات المقتضبة جدا مع صور المرشحين وهي عبارات يشكل الكثير منها مادة دسمة للاستهزاء واللغز وغيرها .

ويتطلع العراقيون في الداخل والخارج , لعهد جديد بعد الثلاثين من نيسان , عهد يحمل وفي طياته الكثير من الآمال , الأمان و الاستقرار , عهد يضمن وحدة وسيادة العراق , نعم , يتطلع العراقيون الى تغيير جذري ينقلنا من ( دولة السلطة ) الفاشلة الى ( سلطة الدولة ) , عهد ميلاد ( المجتمع المدني ) والارتقاء بالوطنية العراقية , العمل على احترام حقوق الإنسان في العراق , السياسية منها والمدنية التي تكفل له الحرية والمساواة والعدل ,  تجاوز تركة الاحتلال الامريكي وتشريعاته التي اسست للمحاصصة الطائفية والعرقية , وضع نهاية لسنوات الفشل منذ عام 2003 , عهد جديد بلا فساد مالي واداري , تغيير الدستور المختلف عليه او تعديله او التغيير في المواقع والمواد التي تثير النعرات الطائفية والعرقية , انها آمال واهداف وطنية مشروعة انها آمال حلم جميل .

الاستحقاقات للعهد والمرحلة الجديدة تجابه بعوائق لعل ابرزها أن اغلب الكتل والاحزاب السياسية تفتقد المشروع والخطاب الوطني , لازالت تستخدم الخطاب الديني طائفبا ومذهبيا وعرقيا وتحريضيا , اغلب المرشحين لا يؤتمن جانبهم ولا يمكن منحهم الثقة , انهم بلا مصداقية , الكثير منهم جاهل وفاسد ماليا واداريا , كتل واحزاب تقف وراءها اجندات خارجية بتمويل مالي كبير, عند اغلبهم العملية الآنتخابية وسيلة للاستحواذ على السلطة وموارد الدولة , مما يفقد العملية الآنتخابية شروطها ويضعف من قيام مؤسسات وقيم الدولة المدنية المنشودة , التغيير محفوف بالمخاطر فاغلب الكتل والاحزاب وشخوصها تبوأت كراسي البرلمان وقبلها الجمعية الوطنية ومجلس الحكم , كان نصيب العراق والمواطنين العراقيين المزيد من المآسي والخيبة , الحلول عند اغلبهم لا تعدو احلام في مخيلة نخب سياسية جاهلة , لا تحاول ان تتعلم اصول اللعبة ( السلطة والحكم ) , تفتقد المقاييس والمعايير الإنسانية والاخلاقية .

 تجربة 11عاما بينت عدم قدرتهم في تحمل المسؤولية لاعادة بناء ما خربه الاحتلال الامريكي وما فرضته من شروط , فقد ساد الفساد المالي والاداري بكل مرافق البلد , اغلب شخوص العملية السياسية امسى بين ليلة وضحاها من اصحاب الملايين من الدولارات  , اغلبهم يخوض الانتخابات بدون خجل او حياء بشعارات ووعود براقة زائفة لا تشرف ولا تليق بمن يريد ان ينوب عن المواطن العراقي , في ظل ظروف الاحتقان الطائفي والمذهبي والعرقي ووضع امني صعب ومعقد , شعارات تستخف بالارادة الحرة للمواطنين العراقيين الذي يتعرض للموت والعوز والقسوة .

ان أمام العراقيين اياما معدودة تفصلهم عن يوم الانتخابات. واجبهم خلالها أن يتبيّنوا من يمنحونه ثقتهم ويدرجون اسمه في صناديق الاقتراع. وتلك مسؤولية وطنية وشرعيّة، فالانتخاب شهادة، والانسان ينبغي أن تكون شهادته خالصة من أي هوى وغاية.

ومن أجل ذلك يتعين على الناخبين التدقيق في هويات المرشحين وسيرهم الذاتية والتحقق من نزاهتهم وكفاءتهم وحرصهم علي العراق والعراقيين قبل التصويت لهم. واذا كان المرشح نائباً في مجلس النواب او عضواً في الحكومة او في مجلس المحافظة او مسؤولا في أيّ موقع رسميٍّ آخر فتحقّقوا ان كان قد عمل بواجباته الوظيفية بتفان واخلاص ولم يبحث عن مصالح شخصية وما ماثلها قبل ان تمنحوا اصواتكم له، دعوا الوجوه التي لم تجلب الخير لهذا البلد واستبدلوها بأشخاص آخرين تتحققون من كفاءتهم وصلاحهم وحرقة قلوبهم على هذا الشعب المظلوم. ان المرجعية الرشيدة منحازة للمرشحين الأكثر إخلاصا وكفاءة ونزاهة وقدرة على خدمة الوطن والإنسان. وهي وان لم تسم احدا فإنها تدعو الى انتخاب من تنطبق عليه الشروط والمواصفات.

 أتمنى من الناخبين أن يختاروا الشخصيات الكفوءة من مرشحي تحالف العربية لأنهم حتما سيكونون مختلفين تماما  .أمنيات وهواجس نريد من الكفاءة ان يتصدون للمشهد السياسي ويكونون أرقاما مهمة في عملية البناء والتجديد ، لأننا شعب يمتلك كل مقومات البناء والاعمار . دعونا نجعل من الأمل القادم حقيقة ولننتخب بقوة من نراه يخدمنا ولا يسرقنا.