23 ديسمبر، 2024 12:22 م

المسير وظلمة الدرب الطويل!!

المسير وظلمة الدرب الطويل!!

هذه ليست تحليلا للواقع المتأجج في ديار الدنيا القوية المستقوية على بعضها , وإنما مقاربة سلوكية لما ستؤول إليه الأمور , بسبب تفاعلات وتطلعات ذات تصادمات قاسية ومآلات عاتية.
فما يحصل صراع وجود , أما أكون أو لا أكون , أما أتأسد أو لا أسد , وهي محنة غابية مروّعة , لم تعهدها البشرية منذ أكثر من سبعة عقود , بعد أن فاز بها أسدٌ هصور.
فالعلاقات ما بين الدول غابية الطباع وشرسة المنازلات , ويمكن القول , أن أسدا يتبختر في عرينه , وأسود في آجامها لا يحق له الإقتراب منها , أو أن الأسود المتجمعة المتأهبة , أخذت تقترب من عرين أسد مكين متمترس بآجامه , التي تخرّبت ذات يوم وأستبيح معظمها , وما بقي عنده إلا عرين يريده حصينا.
أسد يصارع أسودا , ويسعى ليتأسدا بينها لا خارجا ومعزولا عن مرابعها ومراتعها , وتأبى الأسود أن يكون واحدا منها , رغم معرفتها به أسد مجرب عنيد.
أسود الغاب يتحكم بها أسد لا يرحم , وتدور بفلكه , والغاب تنامت فيه الأسود وتعددت آجامها , وتبحث عن دور سيادي فيه.
فالأسود الطالعة ستفرض إرادتها , وتعلنها بوضوح أن الغاب لجميع الأسود , ولا يجوز لأسدٍ واحدٍ أن يتسلط فيه , والأسد القوي العتيد يأبى التنازل عن عرش مملكته , ويطالب الأسود التي تتبعه أن تستجمع قواها , لتفتك بمَن يزعزع مملكة السيادة والسلطة والقوة المطلقة.
وتنازلت الأسود في سوح الآخرين , فاختارت ميدان صراعها الذي تستعرض فيه عضلاتها , وتكشف عن ساقيها , وكأنه المصير.
وبدأت المنازلة الخطيرة التي ستنتهي إلى ما هو أخطر , لأن الآجام فيها أسود هرمة , وأخرى نزقة وبعض ذات توقدات إنفعالية هائجة , وكلها تؤجج كلها , ودوامة العواصف النارية تدور , وآفات الخراب والدمار تجور , ولا يوجد أسد حكيم في غاب الوعيد الشديد.
فهل أن الدنيا تتسابق نحو أغوار سقر؟!!
الجواب في غدنا القريب , وكأن الويل ليس ببعيد!!